الأسيرة شذى الطويل .. ابتسامة البيت المفقودة!
الأسيرة شذى الطويل
إعلام الأسرى

ما زالت غرفتها كما تركتها؛ كتبها تتوسط مكتبها؛ وأقلامها الملونة تزين دفاترها، أما صورها فملأت أرجاء المنزل الذي يشتاق لضحكتها المميزة، ولفرحة غابت كثيرا عنه كانت تصنعها بعفوية.

هذا حال منزل الأسيرة شذى الطويل (21 عاما) الطالبة في جامعة بيرزيت؛ والتي اعتقلت من منزلها في مدينة البيرة في شهر تشرين الثاني الماضي، وما زالت تخضع لجلسات محاكمة على خلفية نشاطها الطلابي.

الأشهر الستة التي غابتها شذى عن منزلها كانت كالدهر؛ فالعائلة تشتاق لرؤيتها خاصة في ظل منع الاحتلال من زيارتها حتى الآن.

ويقول والدها لـ مكتب إعلام الأسرى إن الاحتلال ما زال يرفض إصدار تصاريح زيارة له ولوالدتها بحجة انتشار فيروس كورونا، والآن أصبح يشترط حصول الأهالي على اللقاح اللازم ضد فيروس كورونا كي تتم الزيارات؛ وهو الأمر الذي لا يُعرف موعده.

انعدام الزيارات أحدث ما أحدث في نفوس أفراد العائلة؛ فشذى "مدللتهم" تتقاسم الحنان مع شقيقها الوحيد، وتلك الأسرة الصغيرة تشعر في غيابها وكأن ركنا رئيسيا من البيت فُقد وذهبت معه كل معاني الفرح.

ويشير والدها إلى أن منع الزيارات اضطر العائلة للاستعانة بأهالي أسيرات من القدس لإيصال الملابس والأغراض المختلفة لها؛ وأن غياب حضورها بينهم يجعل الحياة أصعب، حيث باتت الزيارة حلما بالنسبة لهم والحرية ما زالت الحلم الأكبر.

تهم فارغة

الاحتلال اعتقل شذى ضمن حملة اعتقالات طالت طالبات وطلابا في جامعة بيرزيت بحجة نشاطهم النقابي مع الذراع الطلابي للجبهة الشعبية "القطب الطلابي"، والذي أعلن الاحتلال حظره قبل عدة أشهر.

ويوضح والدها أن المحاكم الصهيونية ما تزال تعقد لها جلسات طويلة؛ حيث ستكون الجلسة القادمة في شهر أيار/ مايو المقبل، مبينا أن نيابة الاحتلال قدمت حكما عاليا بالنسبة للتهم الموجودة والتي تتعلق بنشاطها الطلابي، ولكن المحامي رفض ذلك ويسعى لتخفيض هذه الفترة.

وأكد أن النشاط الطلابي ليس تهمة أبدا وأنه مسموح في كل العالم؛ ولكن الاحتلال يسعى للتضييق على الفلسطينيين في كل زاوية ولا يريد للطلبة الجامعيين أن يتمتعوا بحياة نقابية وأكاديمية ملائمة.

وعن شذى تحدث الوالد بكلمات تعكس مكانتها في المنزل؛ فقال إنه حين نتحدث عن البهجة في البيت فنتحدث عن شذى؛ وحين نتحدث عن العفوية والابتسامة الدائمة فهي المقصودة بكل هذا الوصف.

وأضاف:" ابنتي تعاني من حساسية في الصدر وهذا يقلقنا دائما؛ خاصة ونحن نعلم ظروف الاعتقال السيئة لدى الأسيرات ومطالبتهن المستمرة بتحسينها".

تحاول العائلة الاستمرار في حياتها؛ ولكن صور شذى وألم غيابها لا يمكن أن يكون عاديا يوما ما، فتعيش على أمل الحرية القريبة واللقاء بها والتخلص من قيد السجان وظلمه.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020