الاحتلال وكسياسته المعتاده يقف سداً لكل منصة تكشف انتهاكاته فيلاحق من يدافع عن شعبه من خلال مهنته ويزرع الخوف والإرهاب داخل عائلات النشطاء والصحفيين، فيقدمهم لمحاكمات ظالمة، حتى يصدر بحقهم أحكاماً بالسجن تُبعدهم عن واقع شعبهم .
أقر الاحتلال قبل أكثر من عامين قانون التحريض، والذي من خلاله يسهل على محاكم الاحتلال الإدانه به وإصدار الأحكام القاسية وهو ما طبقه بشكل كبير وفعلي على صحفيي الشعب الفلسطيني
الصحفي الأسير طارق أبو زيد واحد من الحالات التي طُبق عليها هذا القانون الإجرامي، فهو يقبع في الأسر منذ اعتقاله في الأول من تشرين أول الماضي بعد مداهمة منزله بوحشية في مدينة نابلس ومصادرة الحواسيب المحمولة والهواتف النقالة وكل ما يتعلق بمهنته الصحفية من خلال عمله الميداني، وتم ترويع زوجته وأطفاله الثلاثة، وتحول المنزل إلى ثكنة عسكرية فما جرى تصفه زوجته بالمرعب المخيف .
الزوجة نور أبو زيد تتحدث بهاجس الملاحقة لزوجها الدائم والفاتورة التي تدفعها عائلة الصحفي جراء الملاحقة وتقول لمراسل مكتب إعلام الأسرى :" يوم اعتقاله لا أنساه، فقد فجروا الباب واقتحموا المنزل بهمجية وفجأة كانوا داخل غرفة النوم وأطفالي الثلاثة أصيبوا بنوبة خوف مازالوا يدفعوا ثمنها لغاية الأن، فهم لا يرغبون بالمبيت داخل المنزل، فليلة اعتقال والدهم كانت مخيفة وتداعياتها لغاية الأن داخل عقولهم وتؤثر على سلوكهم ، فهمجية الاحتلال لها تداعيات خطيرة على نفسيات الأطفال ".
وتضيف الزوجة نور :" اعتقال زوجي الحالي هو الثالث فقبلها اعتقل لمدة عام ونصف على فترتين وفي هذه المرة تُعد له مخابرات الاحتلال ملفاً لإدانته واعتقاله لفترة طويلة، فالاحتلال يعتبر الصحفي هدفا للاعتقال والملاحقة لذا من المتوقع محاولة الاحتلال إدانته وإصدار حكم قاسي عليه ".
وتضيف :" نحن كغائلة ملاحقين كما زوجي فأولادي يتساءلون ببراءة، لماذا يلاحق الاحتلال والدنا؟ هل الصحافة ممنوعة ؟ وهذه رسالتي ورسالة أطفالي إلى العالم نحن نعيش كابوس الاعتقال والملاحقة حتى أن زوجي أخبرني قبل اعتقاله أنه يرى في المنام أنه معتقل فكابوس الاحتلال يلاحقنا بالنوم واليقظة وعلى العالم حماية الصحفيين وعائلاتهم، فبيوتنا أصبحت ثكنات عسكرية يتم اقتحامها بعشرات الجنود والكاميرا والحاسوب المحمول أدوات مصادرة، وعلى الاتحاد الدولي للصحفيين اعتبار ملاحقة الصحفيين جريمة حرب فالصحفي مهنته مكفولة واعتقاله مخالفة من دولة تدعي الديمقراطية".
وأضافت :" على العالم أن يتحرك ويشاهد كيف يعيش أطفال الصحفي الأسير فهم يعاقبون على مهنة والدهم ويعاقبون خلال اعتقاله وحرمانهم من زيارته وحرمان الاحتلال لهم من حنان والدهم فاصغر أطفالي عمره عشرة أشهر وأكبرهم 8 سنوات تجرعوا مرارة اعتقال والدهم وهذا يستدعي توفير الحماية العاجلة ".
يذكر أن الاحتلال يعتقل عشرات الصحفيين في سجونه ويحولهم إلى الاعتقال الإداري أو إلى التحقيق وتوجيه لائحة اتهام بحقهم لإدانتهم وإصدار أحكاماً قاسية بالسجن الفعلي .