المحرر رأفت القروي .. بصموده تحدى السجان وجبروته
المحرر رأفت القروي
إعلام الأسرى

قصة الأسير المحرر رأفت القروي من رام الله تُسطر في التاريخ الإنساني بالقصص النادرة، بتفاصيلها تتعرف كيف يكون الصمود والتحدي والخروج من الأسر بعنفوان وأمل، فسنوات الأسر  لا تكسر ظهراً كما أراد لها السجان.

مصطلحات لأزمت المحرر القروي في رحلة استمرت خمسة عشر عاما من الأسر وهي مطارد، وعاشق بلا حدود، وزواج مع ملاحقة، واعتقال، وحكم قاسٍ، ونطف مهربة كانت نتيجتها أربعة أطفال سفراء للحرية سبقوه وتحررمن جديد لحياة جديدة .  

الخميس الماضي  كان الأسير رأفت القروي على موعد مع الحرية بعد غياب طويل منذ لحظة اعتقاله من مدينة أريحا بتاريخ 7/3/2006م .

اختيار الزوجة  

يبدأ الأسير المحرر رأفت القروي بالحديث عن زوجته التي اختارها صدفة عند تقديمها أرواق لمعهد الطيرة في رام الله بهدف الدراسة، وكان وقتها مطاردا  لعضويته بكتائب شهداء الأقصى  ويقول  :" تعرفت على زوجتي الصماء بالصدفة وعندما حاولت الحديث معها لم يكن ردة فعل، فهي لا تتكلم ولا تسمع، وعند معرفتي بذلك صممت على الزواج منها ، وتم الزواج وأنا مطارد، حتى كان يوم الاعتقال في السابع من آذار من عام 2006م بعد اقتحام أريحا ".

الحاسة السادسة  

ويضيف :"خلال فترة مطاردتي كان لدى زوجتي الحاسة السادسة بالرغم من فقدان السمع والنطق، فكانت تقول لي أخرج من البيت بلغة الإشارة خوفاً من اعتقالي من قبل قوات الاحتلال في تلك اللحظة ، وبالفعل بعد دقائق معدودة يكون الاحتلال قد أحاط بالبيت بهدف اعتقالي، فزوجتي كانت سنداً لي  خلال المطاردة وخلال فترة الأسر الطويلة، فقد نجحت في تهريب النطف وإنجاب أربعة أطفال سفراء للحرية، وخرجت من الأسر بأسرة وأطفال، وهذا بحد ذاته لا يحدث إلا في فلسطين، فالاحتلال يصدر الأحكام الطويلة، بهدف شل حياتنا، ومع ذلك كان الاصرار على الحياة بكافة تفاصيلها ومنها الإنجاب ".

عودة ببيت عامر ورسالة

ويواصل  المحرر القروي قائلا :" قد عدت والبيت عامر بالأولاد مع زوجة صابرة فهي مثال لزوجات الأسرى في تقديم العطاء والتضحية، وهذه اللحظات التي أعيشها مع أطفالي الذين عرفوني خلف القضبان، رسالة للعالم أن الأسير الفلسطيني  له رسالة إنسانية، والاحتلال يفرض عليه إجراءات عنصرية لقتلها بالشكل البطيء ".

يشار إلى أن الأسرى أنجبوا سفراء  للحرية من خلال النطف المهربة أو لها تسمية أخرى النطف المحررة ما يزيد عن 70 طفلا في رسالة تحدٍ لها معان كثيرة، وقد تم إسناد الأسرى بفتوى دينية بذلك صادرة عن مجلس الإفتاء الأعلى بفلسطين بعد اتباع المعايير في عملية الإنجاب . 

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020