في يوم المرأة العالمي.. لا أحد يستمع لصرخات الأسيرات الفلسطينيات
إعلام الأسرى

في الثامن من آذار من كل عام يحتفل العالم بيوم المرأة العالمي الذي خصص لتكريم المرأة وحمايتها، وصون حقوقها وإنصافها من الظلم والاضطهاد، بينما يتغاضى هذا العالم الظالم و يصم آذانه عن معاناة عشرات الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال.

وفي الوقت الذي يحتفل فيه العالم بعيد المرأة تعيش 35 أسيرة فلسطينية ظروف انسانية قاهرة، حيث يحرمن من كافة حقوقهن الدنيا، ويتعرضن لإجراءات قمعية متعددة، بما فيها العزل الانفرادي والحرمان من العلاج والتعليم مما يدلل بأن ما ينادي به المجتمع الدولي من حقوق المرأة ما هي الا شعارات زائفة تتلاشى عندما يتعلق الأمر بالاحتلال الصهيوني .

بهذه المناسبة سلط مكتب إعلام الأسرى الضوء على معاناة الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال، حيث لا يزال يعتقل في سجن الدامون 35 أسيرة بينهن 11 أمًا، ومسنات ومريضات، وجريحات، جميعهن يتعرضن لحملة قمع منظمة، ويحرمن من كافة حقوقهن، ويعانين من ظروف صعبة وقاسية، ويشتكين من عدم توفر الخصوصية في سجون الاحتلال نتيجة وجود كاميرات مراقبة على مدار الساعة وضعتها ادارة السجن في ممرات السجن وساحة الفورة، كذلك وضع الحمامات خارج الغرف ويسمح باستخدامها في أوقات محددة فقط خلال فترة الخروج الى الفورة .

وأضاف إعلام الأسرى أن الأسيرات يعانين من التنقل بسيارة البوسطة حيث يتعمد الاحتلال إذلالهم بعمليات التنقل وذلك عبر عرضهن على المحاكم في فترات متقاربة ومتكررة لفرض مزيد من التنكيل التعسفي بحقهم، حيث يتم إخراج الأسيرات من السجن الساعة الرابعة فجرا، وتعود مساء من نفس اليوم، الأمر الذي يسبب لها التعب الجسدي والنفسي والإرهاق، وطوال فترة السفر يتم تقييدهن بالسلاسل الحديدية بالأيدي والأرجل وينقلن مع معتقلين جنائيين يوجهن لهن الشتائم والتهديد في كثير من الأحيان.

الأسيرة المحررة أزهار قاسم من مُخيّم جنين والتي تحررت قبل أيام من سجون الاحتلال بعد أن أمضت 21 شهراً في الاعتقال أكدت على ظروف الحياة الصعبة للأسيرات في سجن الدامون مع اشتداد إجراءات القمع من قِبل ادارة السجون التي تواصل سحب منجزاتهن ومراقبة حركتهن بشكلٍ مستمر عبر الكاميرات.

وبيّنت المحررة قاسم، أنّ غالبية الأسيرات يعانين من الأمراض والحرمان من زيارة الأهل والمُحامين والتضييق المستمر عليهن لوقف التعليم الجامعي بالإضافة لاحتجازهن في زنازين رطبة ومتهالكة، مُوضحةً أنّ مجموعة من الأسيرات يُعانين أمراضاً مُزمنة بينهن الأسيرة إسراء جعابيص التي تُعاني من حروق في معظم أنحاء جسدها وتحتاج سلسلة عمليات لترميم ما تبقى من جسدها.

وكما أشارت في حديثها الى وضع الأسيرة نسرين أبو كميل التي تُعاني مشاكل في الجهاز الدموي والأسنان والأسيرة سمر أبو ظاهر التي تُعاني من أمراض الضغط والسُكر، والأسيرة أماني حشيم التي أصابها خلال فترة اعتقالها التهابات حادة في الجهاز السمعي، و النائبة خالدة جرار التي تعاني من أمراض القلب وضغط الدم، وأمل طقاطقة التي لا تزال تعاني من أثار الإصابة التي لحقت بها لحظة اعتقالها.

الباحث "رياض الأشقر" مدير مركز فلسطين لدراسات الأسرى قال لمراسل مكتب اعلام الاسرى ان الاحتلال يستهدف المرأة الفلسطيني كما الرجل بالاعتقال والتعذيب والأحكام التعسفية العالية ، حيث وصلت حالات الاعتقال بين النساء منذ عام 1967، وحتى اليوم ما يزيد عن 16 ألف حالة اعتقال ، وان السجون لم تخلو منذ ذلك الوقت من وجود اسيرات في الاعتقال حتى لو بأعداد قليلة .

واضاف الاشقر أن الأسيرات يفتقرن الى كل مقومات الحياة ويحرمهن الاحتلال من حقوقهن التى نصت عليها كافة الاتفاقيات الدولية والتي تغمض المؤسسات الإنسانية عينيها عنها في يوم المرأة ، ولا تأتى على ذكرها بشكل كامل ، حتى لو بتصريح إعلامي مما يشكل حالة من الخنوع والتماهى مع سياسة الاحتلال الإجرامية ومسانده الجلاد ضد الضحية .

مشيراً الى ان الاسيرات يتفقدن في فصل الشتاء الى الملابس والأغطية الشتوية، كذلك يحرمهن الاحتلال من الكثير من أغراض للكنتين، يقدم لهن طعام غير كافي وغير صحي، ويتعرضن لسياسة الإهمال الطبي المتعمد سواء للحالات المرضية بين الأسيرات او الجريحات اللواتي اصبن بالرصاص حين الاعتقال، كما تشتكى الأسيرات منذ سنوات طويلة من عدم وجود طبيبة نسائية في عيادة السجون لرعاية الأسيرات، وعدم صرف أدوية مناسبة للحالات المرضية بينهن.

ونوه الأشقر الى أن الاحتلال عاد منذ عامين الى حجز الاسيرات في "معبار الشارون" سيء الذكر، ويتعرضن هناك لأقسى انواع التعذيب والاهانة ، قبل أن ينقلن إلى سجن "الدامون وحتى وسائل التعذيب العسكري كما جرى مع الاسير ة ميس ابوغوش وغيرها مطالباً بضرورة اغلاق هذا القسم بشكل كامل.

وتطرق إعلام الأسرى للأحكام القاسية التي ترفض على الأسيرات، حيث توجد 8 أسيرات يقضين احكاماً بالسجن لمدة تزيد عن 10 سنوات، اضافة الى 9 اسيرات صدرت بحقهن أحكام من 5 الى 10 سنوات، بينما هناك 3 أسيرات يخضعن للاعتقال الإداري المتجدد دون تهمه وهن الاسيرة بشرى الطويل، والاسيرة ختام الخطيب، والأسير شروق البدن وهن اسيرات محررات اعيد اعتقالهن مرة أخرى.

وطالب إعلام الأسرى في يوم المرأة العالمي كافة المؤسسات التي تتغنى بحقوق المرأة، الوقوف بشكل محايد تجاه معاناة الأسيرات المتفاقمة والتدخل الحقيقي من اجل انصافهن ، ووقف الجرائم التى يتعرضن لها من قبل الاحتلال.





جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020