الضفة - إعلام الأسرى
ما زال الأسير المحرر ساجي أبو عذبة من مدينة قلقيلية يستذكر "سنوات العذاب" كما يفضل تسميتها؛ بدلا من سنوات الدراسة الجامعية، حيث كان هدفا للاحتلال طيلة هذه الفترة بالاعتقال والملاحقة.
ويُفتح بين الحين والآخر ملف استهداف الاحتلال لطلبة الجامعات في الضفة اعتقالا وتضييقا؛ حيث تعتبر الفئة الأكثر استهدافا في كل مرحلة.. فما الأسباب وراء ذلك؟!
حرمان
الطالب أبو عذبة كان يدرس في الأردن؛ وقرر خلال ذلك العودة إلى الضفة لزيارة عائلته ليتم اعتقاله على معبر الكرامة بين الأردن والضفة.
وقال لـ مكتب إعلام الأسرى إنه خضع للتحقيق لعدة أيام؛ ثم تم تحويله للاعتقال الإداري، وبقي رهن هذا الوضع المقيت لمدة عامين كاملين.
العامان في هذا الاعتقال أضاعا فرصة التخرج والدراسة في الأردن لدى أبو عذبة؛ فاضطر للالتحاق بجامعة النجاح في مدينة نابلس، ولكنه لم يسلم من الاعتقال مجددا ما زاد في تأخير دراسته.
وأشار إلى أنه حتى عند دراسة "الماجستير" تم اعتقاله لمدة عام ضمن حلقة استهداف واضحة ومقصودة، حسب تعبيره.
16 عاما
أما الطالب الأسير حمزة فتحي القرعاوي من مخيم نور شمس في طولكرم فمازال يقبع في الأسر؛ وهو طالب في كلية التمريض في جامعة النجاح ولم يتخرج رغم التحاقه بالكلية عام 2004 .
ويقول والده المحرر فتحي القرعاوي لـ مكتب إعلام الأسرى:" بعد 16 عاما من الالتحاق بجامعة النجاح، استطاع ابني الأسير حمزة في هذا الفصل التخرج بعد أن قمنا بتقديم طلب لإدارة الجامعة بالسماح له بتقديم المادة المطلوبة والوحيدة وهو داخل الأسر، ونجح وأتم متطلبات التخرج بعد 16 عاما من الالتحاق بكلية التمريض، فالاحتلال عدو العلم والتعليم؛ ومن التحق مع ابني في كلية التمريض تخرج وتوظف منذ سنوات بينما الطالب الجامعي الذي يعتقل مرارا مثل حمزة مازال طالبا وهو خلف القضبان ".
أما المحرر نصير أبو ثابت من نابلس فيتحدث لـ مكتب إعلام الأسرى عن استمرار اعتقال طلبة الجامعات دون توقف، وهي السياسة القديمة الجديدة التي ينفذها الاحتلال في الضفة بين الحين والآخر.
وأوضح أن مصطلح "خريج مع وقف التنفيذ" هو الدارج في الجامعات؛ فأقل الطلبة المعتقلين في جامعة النجاح أمضى 6 سنوات ولم يتخرج حتى اللحظة؛ وأكثرهم أمضى 11 عاما في جامعته ولم يصعد منصة التخرج بعد بسبب الاعتقالات المتتالية من الاحتلال الذي أحال فصولهم الدراسية إلى التأجيل القسري.
وأشاو إلى أن الاحتلال اعتقل قبل أيام أربعة أسرى من طلبة الجامعة وقطع عليهم فرصة التخرج ، ومنهم من هم في المراحل النهائية للتخرج من الجامعة.
وأضاف:" المعتقل عاصم اشتية؛ طالب في كلية الهندسة وكان التحق في الجامعة عام 2012 واعتقل وهو مصاب بفيروس كورونا وهو داخل الحجر المنزلي، وكذلك الطالب مالك اشتية الطالب في كلية الهندسة الذي التحق في الجامعة في عام 2011 والشاب زهدي قواريق الطالب في كلية الهندسة الذي التحق في الجامعة عام 2014 واعتقل قبل أيام وهو ذاهب من أجل إنهاء متطلب التدريب العملي".
الحملة والانتخابات؟
وزير الأسرى السابق المهندس وصفي قبها قال لـ مكتب إعلام الأسرى إن الاحتلال يستهدف الكل الفلسطيني، ولكنه وفي محطات محددة يستهدف شرائح دون أخرى.
وأكد أن شريحة طلبة الجامعات هي من الشرائح المستهدفة دوما؛ حيث تشن قوات الاحتلال حملة اعتقالات تطال العديد من الناشطين في العمل الطلابي النقابي، وأنه في هذه المحطة المهمة من تاريخ أبناء الشعب الفلسطيني وحيث الجميع يستعد لممارسة حقه الانتخابي لتجديد الشرعيات ومع قرب موعد الانتخابات التشريعية الفلسطينية؛ تقوم قوات الاحتلال بالتصعيد وتستهدف قيادات وقامات وطنية وإسلامية وكوادر ميدانية من أبناء الحركة أو المتعاطفين معها.
وأشار إلى أن الاستهداف تركز بشكل مباشر على العصب الميداني للعملية الانتخابية وهم طلاب الجامعات ممن تظن سلطات الاحتلال أنهم محسوبون على حماس أو المتعاطفين معها.
وأضاف:" يُشكل هؤلاء عماد وحور وديناميكية العملية الانتخابية الميدانية نظرا لما لهذه الكوادر الطلابية من تجربة عمل نقابي وميداني، وبذلك تسعى سلطات الاحتلال ليس فقط لتعطيل العملية الانتخابية وانما أيضا لعرقلة تحقيق المصالحة".
ورأى قبها أن استهداف طلاب الجامعات اليوم هو بمثابة فزاعة ورساله تهديد وتخويف لكل من يحاول المشاركة والانخراط بالعملية الانتخابية من خلال الفعل الميداني، فالاحتلال يُدرك أن هؤلاء الشباب هم دينامو العملية الانتخابية والدعاية الانتخابية وبتغييبهم عن الساحة يؤثر على نتائج الانتخابات؛ وفوز حماس مرة أخرى سيضع العالم أجمع الذي يدعي قيم الديمقراطية؛ أمام موقف محرج مرة أخرى وهذا ما لا يُريده كل أعداء وخصوم الحركة .