نظم مكتب إعلام الاسرى حفل اشهار كتاب "خفقات رغم الرحيل" للأسير أمجد السايح والذي يتناول حياة الشهيد القسامي "يوسف خالد السركجي" (أبو طارق) من نابلس، وكان ارتقى شهيدا عام 2002 بعد حياة حافلة بالجهاد والمقاومة .
وقد قدم الكتاب حسام بدران عضو المكتب السياسي للحركة وصديق الشهيد يوسف، والذي افتتح الحديث في هذا اللقاء، متحدثاً عن مناقب الشهيد، معتبراً أن الحديث عنه من أصعب المواقف لأنه أكبر من أن نتحدث عنه في دقائق، وكأننا نشعر بأنه لم يغادر عالمنا وأنه لا يزال بيننا .
وأضاف بدران أن الشيخ يوسف رجل من رجال الله، فقد كان على رأس العمل التنظيمي في حركة حماس لسنوات طويلة، ومحبوب لدى الجميع، ولو اكتفى بذلك لكفاه، ولكنه اثر أن يرضى الله أكثر لأنه باحث عن المعالي وسباق الى الخير ، لذلك انخرط في العمل العسكري بكتائب القسام ليعطي نموذجا للجميع بأنه من يتحدث عن التضحية فهو يقدم نموذجاً حياً وقدوة داعياً الى تدريس سيرة الشيخ السركجي للأجيال القادمة، ليكون قدوة لها.
وعن المؤلف الأسير المهندس أمجد السايح قال بدران "أنه أحد رجالات القسام العظام الذي لم تكسره سنوات السجن الطويلة، ولا استشهاد شقيقه الأسير بسام متأثرا بمرض السرطان".
بدوره، قال د. أحمد نوفل أستاذ الشريعة الإسلامية في الجامعة الأردنية "لا يمكن أن نعطي لهذا الشهيد البطل حقه مهما كتبنا وقلنا، فهو جزء من ذاكرة الوطن وان هذا الكتاب جاء نابضاً بالحياة دفاقاً بالمعاني، و الشهيد يستحق الكتابة عنه ليبقى للأجيال ذخيرة حية .
وأضاف أن هناك من كتب عنهم ولا يستحقون، وعندنا من يستحقون الكتابة عنهم، كمثل الشهيد يوسف، وما هو الا بعض حقهم وما حازوا من فضائل، فهو عالم عامل، أعطى القدوة من دمه، وبمثله نواجه الأعداء والمتآمرين.
وأضاف "نوفل" يوسف ابن نابلس جبل النار ، نعده ونحتسبه من الشهداء الأبرار الأخيار الأطهار، ونسأل الله أن يتقبله في عليين وأن يعوض الأمة عنه قادة أبطالاً أخياراً ففلسطين تستحق ، ووجه التحية للأسير أمجد الذي كتب من روحه وعقله محبة ووفاءً للشهيد .
وفي كلمة عائلة الشهيد يوسف السركجي، قال الصحفي طارق نجل الشهيد "نعتز بكم نحن عائلة الشهيد بأكملها، و شكراً لغزة التي تجمعنا، حيث أن من كتب عن الشهيد من الضفة والأسير من الضفة والحفل في غزة.
وأضاف طارق "عندما يكتب الأسير أمجد عن والدي فكل كلمة تؤكد معدن الوفاء في نفوس الرجال المتجذر في قلم أبومصعب فك الله أسره .
واستطرد خفقات رغم الرحيل، كتاب وجهد جميل، فهل توقف القلب خفقاته، لم يتوقف فقد كان أبي معنا في كل مراحل حياتنا في أفراحنا وأحزاننا وتخرجنا وكل نواحي حياتنا .
وخلال حديثه أبت الكلمات أن تسفعه بالاستطراد حيث سكبت الدموع من عيون نجله طارق وهو يتحدث عن مأثر والده رغم مرور 19 عاماً على استشهاده فقد كان قرأنا يدب على الأرض لا يرد سائلاً أو محتاجاً وقد قدم روحه في سبيل الله والوطن .
وفى نهاية حديثه تقدم نجل الشهيد باسم عائلته بالشكر لكل من أشرف على هذا العمل في إحياء ذكرى والده، رغم صعوبة إخراج المواد من السجون .
من جانبه، قال الأستاذ معاذ أبو شرخ الناطق الإعلامي لمكتب إعلام الاسرى بأن جانب من عمل إعلام الأسرى الاهتمام بالإرث الخاص بالحركة الأسيرة ليظل محفوراً في ذاكرة الشعب الفلسطيني ليرفع الشباب رأسهم عالياً بقادتهم واسراهم الذين ضحوا من اجلهم.
وكشف أن المكتب يضم دائرة خاصة تعمل على اخراج الإنتاج الأدبي للحركة الأسيرة وقد عملت على اصدار العديد من المؤلفات التي وصل عددها الى ما يزيد عن 19 اصداراً بين كتب وروايات .
وأضاف "نحن اليوم بصدد اشهار كتاب جديد للأسير البطل أمجد السايح والذي يتحدث عن الشهيد يوسف ليبقى رمزاً وقدوة للأجيال القادمة".
مستذكراً جانب من المؤلفات التي نشرها المكتب من أبرزها كتاب السياسة بين الشريعة والدافعية للأسير المقدسي محمود عيسى ، وكتاب "كوني أنتي" للأسير جمال الهور .
وختم أبوشرخ حديثه بالتأكيد أن هناك العديد من المؤلفات والأدبيات القيمة والهامة للأسرى ونحن نسعى دائما لنشرها للشعب الفلسطيني وللعالم وحتى ننقل عبر كلماتهم معاناتهم داخل الأسر .