مع استمرار سياسة الإهمال الطبي المتعمد بحق الأسرى طرأ تدهور جديد مؤخراً على صحة الأسير المريض معتصم طالب داود رداد (38 عاماً) من بلدة صيدا قضاء طولكرم، حيث يقبع في مشفى سجن الرملة.
وقال عاهد رداد شقيق الأسير معتصم أنّ الحالة الصحية لشقيقه تدهورت بشكلٍ كبير في الآونة الأخيرة بحيث ضاعف أطباء مشفى سجن الرملة الذي يقبع بها منذ سنوات عدد الأقراص المسكنة التي يتناولها لتبلغ 60 قرصًا يوميًا.
وأوضح رداد أن المحامي زار شقيقه معتصم في مشفى سجن الرملة قبل حوالي أسبوع ونقل منه رسالة مفادها أنه بات يعاني آلامًا مبرحة في المفاصل والعمود الفقري وأضاف له الأطباء حقنًا كيماوية يتلقاها شهريًا وأخرى مسكنة تُحقن في العمود الفقري بشكلٍ دوري.
ولفت عاهد رداد أنّ الحالة الصحية لشقيقه باتت من أصعب الحالات المرضية في مشفى سجن الرملة حيث وصل مرحلة فقد فيها القدرة على الإخراج أو النوم ووصلت نسبة إنخفاض الدم لديه إلى مستوى خطير.
من جانبه قال مكتب إعلام الأسرى أن الأسير راد يعتبر من أصعب الحالات المرضية في سجون الاحتلال، وتنقل بين السجون ومستشفيات الاحتلال عشرات المرات ولم يطرأ أي تحسن على وضعه الصحي، بل على العكس صحته في تراجع مستمر، ووصلت إلى مرحلة الخطورة.
وبين إعلام الأسرى أن الأسير رداد معتقل منذ 12/1/2006، ومحكوم بالسجن الفعلي لمدة 20 عاماً، بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي ومقاومة الاحتلال، وجاء اعتقاله بعد إصابته بالرصاص نتيجة اشتباك مع جنود الاحتلال، وبعد فترة قصيرة من اعتقاله بدأت معاناته مع المرض، حيث أصيب بعدة أمراض أخطرها مرض سرطان الأمعاء.
كذلك يعاني من نزيف مستمر في الأمعاء، ونتيجة ذلك تعطل 60٪ من أمعائه، ويعاني من ضغط الدم وعدم انتظام دقات القلب، و هزال عام في الجسم، وصداع مستمر، وارتفاع نسبة الكولسترول في الدم، وضيق في التنفس، وحساسية في الأنف، ما يجعله من أخطر الحالات في السجون.
وجميع هذه الأمراض نتجت عقب الإهمال الطبي المتعمد بالإضافة لإخضاعه لتحقيق عسكري وميداني قاسي من قبل الاحتلال، حيث تم التحقيق معه ميدانياً وهو ينزف قبل أن يقدم له رعاية طبية، ويحتاج إلى عملية جراحية لاستئصال الأمعاء التالفة وزرع أمعاء صناعية تفي بالغرض، ومنذ ذلك الحين والاحتلال يرفض إجراء العملية ويتعمد عدم إجرائها.
الاحتلال يتعمد إهمال الحالة الصحية للأسير رداد وتركه فريسة للمرض، لا يعير صحة الأسير أي اهتمام، ويتعامل معه كأي أسير آخر لا يعاني من أي مرض، حتى إنه ينقله إلى المستشفى بسيارة البوسطة الحديدية ما يؤثر سلباً على وضعه الصحي، نظراً لظروف النقل السيئة في هذه السيارة التي لا تصلح للبشر، وترفض توفير سيارة إسعاف أو سيارة عادية له وصحته في تراجع مستمر.
وحَّمل اعلام الاسرى سلطات الاحتلال إدارة سجونها المسئولية الكاملة عن حياة الأسير رداد وخاصة في ظل انتشار فيروس كورونا في سجون الاحتلال، وعدم التجاوب مع العديد من المناشدات التي صدرت من مؤسسات حقوقية وإنسانية لإطلاق سراحه بشكل استثنائي كونه يعاني من وضع صحي صعب.