المحرر مخضر  وخطيبته.. وفاء لم تغيره سنين الأسر
إعلام الأسرى

قلقيلية-إعلام الأسرى

صور الوفاء في الشعب الفلسطيني متجذرة ، كما جذور الزيتون في الأرض ، وهي متعددة الصور ، ولها معان  قوية ، تجعل الشعب الفلسطيني في مقدمة الشعوب التي تحافظ على  الوفاء للأحرار والأسرى  ومن يضحون باعمارهم . 

المحرر عبدالكريم مخضر من بلدة عمرية قضاء ناباس وخطيبته جنان  سمارة كان اللقاء على حاجز الجلمة  شمال جنين ، وما أن وطأت  قدما المحرر عبدالكريم مخضر  الأرض في اول خطوات الحرية ،كانت خطوات  خطيبته جنان  إليه أسرع من البرق ، فـ 18 عاما من الأسر  لم تذبل بينهما زهرة الحب والوفاء . 

تسطر بماء من ذهب  

المحرر الأديب والكاتب  وليد الهودلي يقول :" هذه المشاهد من الصمود والوفاء تسطر بماء من ذهب عند كتابة التاريخ ، فهي قصص حقيقية وليس من وحي الخيال ، فالمرأة الفلسطينية لها بصمات في تاريخ الثورة الفلسطينية سواء بالإنخراط بالمقاومة أو تربية الأجيال ،  أو الصبر  على معاناة الأسر ، فهناك من الزوجات من اقترنت بأسرى محكومين  بمئات السنوات ، كما هو الحال مع الأسير حسن سلامة  الذي اقترن بمحررة من مدينة نابلس  وهو محكوم بالسحن المؤيد المكرر ". 

وأضاف الهودلي :" هذه النماذج يجب أن تدرس للأجيال وللعالم ، فخطيبة المحرر عبدالكريم مخضر ، سجلت  في سجل فلسطين الطاهر  قصة وفاء  لها ما بعدها  ، فهي تظهر أن الشعب الفلسطيني صاحب رسالة ، وليس شعبا يعشق الموت ، فخلال نضاله هناك قصص حب حقيقية تلقي بظلالها لتذكر العالم ان الشعب الفلسطيني  يقدم هذه النماذج رغم الجراح النازفة وسنوات الأسر الطويلة من الحرمان ".  

حب يفشل  الاحتلال  

إخلاص صويص زوجة الأسير المهندس  عباس السيد من طولكرم  المحكوم 35 مؤبدا و100 عام إضافية:" هذا النموذج للمحرر عبدالكريم مخضر وخطيبته جنان سمارة،  يذكرنا بمعان كثيرة منها ، أن الاحتلال فشل فشل ذريعا في هدم الحب  بين الأسير وشريكة حياته وأن الوفاء لا يموت بل يتجدد ، وهناك مئات الأسرى المحكومين بالسجن المؤبد  المكرر يصل إلى آلاف السنوات ، لا يظهرن الندم ، بل يواصلن مسيرة النضال مع أزواجهن". 

المحامي  خالد زبارقة من الداخل ، والذي تولى المرافعة عن مئات المعتقلين في المحاكم العسكرية  قال :" صفة الوفاء في  شعبنا  أصيلة ، فيهذه الأخت الصابرة الاسطورة صبرت ثمانية عشرة عاما  في انتظار خطيبها الذي غيبته سجون الاحتلال كل هذه الفترة، فهذه صورة الوفاء للوطن والأسرى والمسرى والوفاء للحب الحقيقي، هي نموذج للمرأة الفلسطينية التي يجب ان تكرم وترفع على الأكتاف وفاءً لوفائها وتقديراً لصبرها وحبها لزوجها ".

وتابع:" ثمانية عشرة عاما  كفيلة أن تهد جبال من الصبر والوفاء وكان أمامها كل المبررات لتنفصل عن خطيبها وتبحث عن حياتها؛ لكنها أبت وانتظرت وصبرت ونالت".

وختم قائلا:" هذه هي المرأة الفلسطينية، وليست تلك التي استوردت لنا الأجندات من خلف البحار لتبعدنا عن هذه القيم والمعاني، فانا أشعر بالفخر والاعتزاز بهذا الشعب العظيم ".


جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020