رغم انعزالهم وقسوة الظروف المحيطة بهم، وحرمانهم من أبسط الحقوق وحتى من أحضان عائلاتهم، إلا أن شبح الخوف يواصل مطاردتهم وترويعهم، ففي ظل جائحة كورونا تزداد ظروف الأسرى سوءا مع انتشار الفيروس بين زنازين المحتل، ومع انعدام مقومات السلامة والصحة يكون الخطر قريبا من أسرانا البواسل الذين يواجهون عربدة السجان وسرعة انتشار الفيروس.
يقول المحرر محمد باسم خطاطبة من بلدة بيت فوريك قضاء نابلس، والذي عانق الحرية قبل أيام بعد أن أمضى خمسة أعوام داخل الأسر في حديث لمكتب إعلام الأسرى، إن الخطر يتهدد حياة الأسرى بشكل دائم وخاصة في ظل انتشار فيروس كورونا، فالسجون مع هذا الفيروس زادت سوءاً.
وبحسب المحرر خطاطبة فإن إدارة السجون لا تتخذ أي إجراءات وقاية لحماية الأسرى من خطر كورونا، وأنه غير مبالي، بل أقدمت على سحب 120 صنفاً من الكانتينا، ومنها أدوات النظيف، ومواد التعقيم، كما وامتنعت عن توفير مواد التنظيف للأسرى، أو حتى تعقيم الأقسام والزنازين كإجراء وقائي لمنع انتشار الفيروس، فهي بإهماله المتعمد، تعسى لانتشار الفايروس داخل السجون، فهذا الإجراءات التي تتبعها إدارة السجون ليست سوى امتداد لسياسة الإهمال الطبي تجاه الأسرى المرضى وكبار السن.
يتابع أتذكر لحظة وصول نبأ إصابة الأسير كامل أبو وعر بفيروس كورونا، وكيف خيمت أجواء الخوف والقلق بين أوساط الأسرى، مضيفاً أن توتراً كبيراً ساد كافة السجون، وخطوات احتجاجية ومنها ترجيع الوجبات، والتكبير، وتكسير الأبواب كما وحاولنا قدر المستطاع الحفاظ على الحركة الأسيرة.
وبين خطاطبة أن الأسرى المصابون يعانون من ظروف صعبة للغاية، حيث تقوم بنقلهم إلى أماكن حجر غير مؤهلة صحياً، ولا تصلح للعيش الآدمي.
وأشار خطاطبة إلى إن كبار السن والأسرى المرضى والجرحى، وأصحاب المناعة المتدنية، هم الفئات الأكثر عُرضة للخطر في مواجهة فيروس كورونا، وطالب بضرورة الضغط وبذل كافة الجهود للإفراج المبكر والسريع عن هؤلاء الأسرى المرضى وكبار السن، فهم مصابون بأمراض مزمنة تهدد حياتهم.
ونواه خطاطبة " إلى الضغط التي يتمارس بحق الأسرى المرضى المتواجدون في سجن الرملة بل في مسلخ الرملة، سواء أكان بانعدام الخدمات الطبية والرعاية لهم، أو في التفتيشات المستمرة وسوء التغذية، عدا عن تفشي الكورونا داخل هذا المسلخ.
وأكد خطاطبة على أن رسالة الأسرى التي يوجهونها للشعبنا هي ضرورة أن يكون هناك وحدة وطنية بين الفلسطينيين وإنهاء الانقسام، وان يكون الشعب كله تحت إطار واحد، والرسالة الثانية إلى العالم وخصوصاً إلى الدول التي تدعو إلى حقوق الانسان، فهؤلاء عليهم أن يزوروا السجون ليروا أنه لم يتبقى لنا أي شيء من حقوق الانسان، فرسالتهم الدائمة" أنقذونا قبل أن تفقدونا".
من الجدير ذكره، وبحسب إحصائيات مكتب إعلام الأسرى أن عدد الأسرى المصابين بفيروس كورونا داخل سجون الاحتلال بلغ 29 أسيراً، اثنان منهم أعلن عن إصابتهم فور الإفراج عنهم، و23 منهم يقبعون في سجن عوفر، والبقية موزعون على بقية السجون.