عندما لم يجد الاحتلال تهمة ما يلصقها بالأسير الفلسطيني فأنه يتهمه بأنه فلسطيني، وهي تهمة كفيلة بإلقائه في السجن لشهور إذا لم يكن لسنوات، هذا عوضاً عن التهم الأخرى التي تلصق بهم لتبرير اعتقالهم وإصدار أحكام حقهم.
الطالبة الجامعية ليان نزار أحمد كايد (22عاماً) من نابلس نموذج للاعتقال التعسفي لدى الاحتلال، وتهمتها أنها طالبة في جامعة بيرزيت تمارس عمل نقابي طلابي اعتيادي، ولكنه بالنسبة للاحتلال عمل تحريضي يوجب الاعتقال والسجن.
مكتب إعلام الأسرى قال إن قوات الاحتلال اعتقلت الطالبة في علم اجتماع ليان كايد بتاريخ 8/6/2020 أثناء مرورها عن حاجز زعترة العسكري، حيث أوقف جيش الاحتلال سيارة والدتها التي كانت تقلها وبعد أن طلبوا هويتها أنزلوها من السيارة وقاموا بتفتيشها ميدانياً ثم قام جنود الاحتلال بتقييد يديها للأمام وقدميها بقيود حديدية، ونقلها إلى معسكر للجيش، ثم إلى سجن هشارون للتحقيق والذي يبعد مسافة 3 ساعات سفر.
تعرضت الأسيرة ليان في سجن هشارون لظروف قاسية، حيث قبعت في قسم للعزل يحوي سجناء أمنيين ومدنيين، وتعرضت للشتم منهم على مدار 4 أيام وعلى مسمع من السجانين دون أن يمنعوا ذلك، ووُضعت في غرفة مليئة بالكاميرات في أول يومين، ومن ثم نقلت لغرفة أخرى. لم يُوفر لها ملابس جديدة ونظيفة، مما اضطرها لأخذ ملابس من سجينة مدنية وغسلها لإعادة ارتدائها، كما أن الطعام كان رديء كمّاً ونوعاً، والحمام مكشوف من الأعلى ولا يوجد له باب.
كما تعرضت الأسيرة كايد للاستجواب مرتين، حيث نُقلت من هشارون إلى سجن عوفر للاستجواب، وكانت تخرج منذ الصباح الباكر وتعود مساءً، في رحلة طويلة ومرهقة وهي مقيدة في البوسطة، وجرى استجوابه في المرتين وهي مقيّدة، وتركز التحقيق معها حول العمل الطلابي والنقابي في الجامعة والذي يعتبره الاحتلال تهمه، ويصفه بالعمل الخطير على الأمن، وبعد انتهاء التحقيق معها نقلت إلى سجن الدامون.
عُرضت ليان على محكمة عوفر العسكرية يعد يومين من اعتقالها، لتقوم بتمديد اعتقالها لمدة 5 أيام، من ثم جرى تمديد اعتقالها مرةً أخرى لمدة 4 أيام لتقديم لائحة اتهام بحقها. وفي يوم 18/6/2020، قُدمت لائحة اتهام تتضمن بنود تتعلق بعملها الطلابي والنقابي داخل الجامعة، وتحملها مسؤولية في تنظيم "محظور" وقيامها بنشاطات اجتماعية وثقافية، بالإضافة إلى اتهامها بإلقاء الحجارة، وعرضت على المحكمة أول أمس الإثنين وتأجلت لمدة أسبوعين.
ولم تكن ليان الطالبة الوحيدة التي قام الاحتلال باعتقالها، حيث يقبع في سجون الاحتلال حالياً 5 أسيرات طالبات إحداهن طالبة دراسات عليا، وهي تسنيم القاضي من البيرة، وهؤلاء الأسيرات الخمس تحاكمهم بتهمٍ تتعلق بعملهن الطلابي والنقابي داخل الجامعة، حيث توجه مخابرات الاحتلال للطالبات بالمشاركة في أنشطة طلابية تدعي أنها تمسّ بأمن المنطقة، وتصدر بحقهم أحكام تزيد عن عام.