المحرر الجرجاوي : نتعامل مع الحجر الصحي بمسؤولية وطنية ونعتبرها خطوة من النضال
الأسير المحرر إياد عبد الله الجرجاوي
إعلام الأسرى

أكد الأسير المحرر إياد عبد الله الجرجاوي (34 عاماً) بأن الأسرى المحررين يتعاملون مع موضوع الحجر الصحي بمسؤولية وطنية، الملقاة على عاتق كل فلسطيني، والأسرى جزء من هذا الشعب؛ ونعرف أنّ اسرائيل منطقة موبوءة، واعتبرنا هذا الأمر خطوة من النضال، وهي مصلحة وطنية بالدرجة الأولى لحماية شعبنا من انتقال الوباء و الفيروسات.

المحرر الجرجاوي من منطقة معن في مدينة خانيونس، كان أطلق سراحه قبل أيام بعد أن أمضى 9 سنوات في سجون الاحتلال ويخضع للحجر الصحي حفاظاً على سلامته، وكان أصيب بمرض خطير خلال فترة اعتقاله.

وأضاف المحرر الجرجاوي في حديث لوسائل الإعلام عبر الهاتف رأيت أصدقائي فقط، وكانت المحادثة الوحيدة التي جرت على مسافة 10 متر مع عائلتي أمام باب الحجر".

ووصف الجرجاوي عدم رؤيته لأهله فور التحرر بعد غياب لسنوات بالمحزن والمؤلم جداً، ويقول: "قبل خروجي من السجن كان حدود واحتلال ومسافة جغرافية وشبك وسياج وجنود وعسكر وتصاريح وحواجز وألم، لكنّ اليوم بيني وبين أهلي "كورونا" فقط، لدرجة أنني لم أستطع أن أميز عائلتي عندما جاءت لرؤيتي، خاصة والدتي التي لم أراها منذ 9 سنوات سوى 5 مرات فقط، مستدركاً: "لكن رؤيتي لهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي خفف عني كثيرا، وأتمنى أن أراهم قريباً، وهناك وعودات بأن أرى أهلي من خلف زجاج".

وتابع، لا يمكنني وصف الشعور لحظة وصولي إلى معبر بيت حانون، فأنا أتنفس الحرية "فالحرية تعاش ولا تحكى، في اللحظة التي تم فك القيود من يدي، شعرت بتغير من جميع أنحاء جسمي، وأن هناك غدد وهرمونات في جسدي بدأت تعمل، بعد توقفها عدة سنوات.

ويضيف الجرجاوي: "لا يمكن لأي طبيب أن يصف هذا الشعور، لأنه شعور وجداني مختلط بالحزن، لأننا تركنا خلفنا أخوة داخل السجون، وفي الوقت ذاته نشتاق لرؤية الأهل والأحبة".

وعن لحظة استقباله من قبل المسؤولين على معبر بيت حانون من الجانب الفلسطيني، يقول: "شعرت برائحة الوطن، والأهل الذين ابتعدنا عنهم قسراً لسنوات، وكانت فترة مدتها 4 ساعات، إلّا أنها مرت كالبرق، خاصة أنني أرى الشمس والسماء بدون شباك، لكنني شعرت بأن الحياة عادت لطبيعتها، وبمجرد أن وصلت إلى الفندق للحجر الصحي بدأت أمواج الذكريات تتحرك بدرجة عنيفة جداً".

وكان الجرجاوي اعتقل بتاريخ 13/6/2011، على معبر إيرز أثناء عودته من رحلة علاجية في مستشفى المقاصد، حيث كان أصيب عدة مرات في انتفاضة الأقصى، من بينها إصابة في عام 2004، وهي التي أجبرته للموافقة لإنقاذ حياته بمغادرة غزة إلى أراضي 48 للعلاج هناك، رغم المخاطرة الامنية، وتم اعتقاله بعد رحلة علاج، وصدر بحقه حكم بالسجن لمدة 9 سنوات امضاها كاملة وتحرر الخميس الماضي من سجن جلبوع.

وكان الجرجاوي قد تعرض لانتكاسة صحية قبل عدة شهور من انتهاء محكوميته، وبعد الفحص تبين أنه مصاب بورم سرطاني في الكتلة العصبية في الدماغ حسب تأكيد أطباء الاحتلال، ورغم ذلك رفض الاحتلال إطلاق سراحه مبكراً، كما تعامل باستهتار مع حالته حيث أنه كان بحاجة لإجراء عملية جراحية من أجل استئصال الورم، إلا أنه لم يجرى له العلمية حتى إطلاق سراحه اليوم.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020