بيان الحركة الأسيرة - يوم الأسير 2020

بسم الله الرحمن الرحيم

"فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا"

جماهيرَ شعبنا الصابر المرابط، المدافع عن حياته في وجه البلاء والأعداء، نحييكم بتحية الثورة ولغة الأحرار ..

يمرُ علينا يومُ الأسير الفلسطيني في ظروف استثنائية والأمل لايزال يملأُ قلوبَنا، والانشغال بكم يسكنُ عقولَنا، وأكفُنا مرفوعةً للسماء تدعو أن يكشفَ اللهُ البلاءَ والوباء عن شعبنا وأمتنا ومن أراد لنا الخير في بقاع المعمورة.

تمرُ الإنسانيةُ في اختبار صعب، ومحنة شديدة، فرقت الأحباب، وشتت العوائل، وباعدت القريب، وجعلت من الحياة قيمةً تسمو على كل اعتبار، وتضعُ أبناءَ البشرية في مستوى واحد .. عاشَ العالمُ هذه المحنة من شهور ونحن أبناءَ الشعب الفلسطيني نكابدها من عقود و دهور .. فوباءُ المحتلِ كهذا الوباء بل أشد فتكاً، لأنه نهبَ الأرضَ والحياةَ والكرامةَ والحرية ... وبالرغم من صلف الاحتلال وظلمه ومعيقاته المختلفة ستبقى إرادةُ الحياة منتصرةً على آلة الموت، ولن ينقطع شروقُ شمسٍ مهما طالت ظلمةُ الليالي، ولن ننسى نحن الأسرى لشعبنا وقفاته الأصيلة معنا في أحلك الظروف التي نمر بها.


وإننا في ذكرى يوم الأسير الفلسطيني نؤكد على مايلي /

 إننا نعيشُ حرباً يوميةً مركبة ضد السجان وضد الوباء، فتارة ندفعُ حقد هذا وأخرى نحمي أنفسنا من ذاك ..   فالسجانُ حتى اللحظة لم يرتق بالتعامل اللائق الواجب عليه لحمايتنا، فنحن على بعد زفرة من السجان لينقل لنا هذا الوباء، وعندها سيسمعُ وسيرى كلُ العالم مجزرةً ضد الإنسانية بحقنا.

 اعتدى السجانُ على حقوقنا ومكتسباتنا التي ارتقى من أجلها مئاتُ الشهداء، وخضنا لأجلها عشراتِ الإضرابات، مستغلا الانشغال الإنساني بهذا الوباء، وإننا نوشك على الدخول في خطواتٍ تصعيدية مصيرية لنُسمعَ صوتنا لكل من يعنيه الأمر، فمعركتنا مع هذا الوباء لن تثنينا عن مواجهة قمع السجان وقراراته الإجرامية بحقنا.

إننا نتوجهُ بالنداءِ العاجل لكل أحرار شعبنا بأن حريتَنا استحقاقٌ لا بد من إنفاذه، وبكل السبل المتاحة والمشروعة، ونؤكدُ ثقتنا المطلقة بأن حريتنا ناجزةٌ لا محالة بإذن الله.

نوجهُ التحيةَ لكل الطواقم الطبية الذين يدافعون عن حياة أبناء شعبنا في الصفوف الأولى ضد هذا الوباء، وفي كل ميادين التحرر، وهذا عهدنا الطلائعيُ بهم.

نشيدُ بالدور المتقدم لوسائلنا الإعلامية المختلفة، ولكلِ نشطاء منصات التواصل الاجتماعي لوقفتهم الإسنادية لنا، فسلاحُكم غيَّرَ من واقعنا، وكلاماتُكم عززت جدار العزيمة فينا، وصوتُكم الإنسانيُ فضحَ جرائمَ المحتل بحقنا ... تفاعلوا مع كل قضايانا، واجعلونا عُنوانًا لا خلاف فيه .. فنحن بكم كثير، ومعكم دوما ننتصر.

إننا ندعو أبناءَ شعبنا في كافة أماكن تواجده في وطننا أو في الشتات للمشاركة في الفعالية الموحدة الساعة السابعة مساءً يوم الجمعة الموافق ٢٠٢٠/٤/١٧ بعنوان (#آمين .. دعاء من الأسرى وللأسرى) .. وستكون عبارة عن دعاء لمدة 5 دقائق عبر مكبرات الصوت في المساجد والميادين العامة، وندعو كلَ شعبنا للوقوفِ في هذه الدقائق على شرفات المنازلِ والأسطحِ ورفع الأكف بالتأمين مع الدعاء، وسنعتبرُ هذه الوقفة رسالة لعدونا أن الأسرى قضيتهم حية وموحدة.

ندعو الجميع إلى توخي الحذر في تناول الأخبار المتعلقة بصفقات التبادل، وإننا نثمنُ المبادرة الإنسانية التي طرحتها المقاومة الفلسطينية.

وندعو من يملكُ في نفسه نزاهةَ الوسيط للتدخل لإنقاذ الأسرى من وباء الكورونا قبل فوات الأوان.

أبناء شعبنا .. أرواحُكم غالية ونفوسُكم عزيزةٌ .. فلا تفرطوا بها إلا في ميادين حرية وطننا، لذا ندعوكم للإلتزام بالتعليمات الصادرة عن الجهات الصحية المختصة وأخد أقصى درجات الوقاية من الوباء، لاتفجعونا ولا تُسكنوا الحسرة في قلوبنا..

وختاما نقول يقينا وثقة: سينقشعُ وباء كورونا وسيندحرُ الاحتلال بإذن الله، وسنلتقي في ساحات الأقصى أحرارا، وإلى ذلك الحين دمتم بعز وابقو على الدعاء وسنبقى على الوفاء.

وانها لثورة حتى النصر

وإنه لجهاد نصر أو استشهاد

المجد والخلود للشهداء

الحرية للأسرى

الشفاء للجرحى والمرضى


إخوانكم الحركة الأسيرة في سجون الإحتلال

الخميس 16/4/2020

اترك تعليق

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020