الأسير المريض أحمد غنام.. معركة الحرية والكرامة
الأسير المريض أحمد غنام
إعلام الأسرى

يواصل الأسير المريض أحمد عبد الكريم غنام (42 عاما) معركة التحدي بأمعائه الخاوية لأكثر من 50 يوما رفضا لاعتقاله الإداري، وتواصل معه آلامه وأوجاعه بالتصاعد في ظل تعنت الاحتلال ورفض الإفراج عنه بحجة وجود ملف سري لا يقبل العرض ولا النقاش.

وبالرغم من أن مرض السرطان في الدم يتهدد حياة الأسير ويظلل وضعه الصحي الآخذ بالتراجع؛ إلا أنه لم يؤثر على قراره بالاستمرار في إضرابه المفتوح حتى الحرية والكرامة، فالقيد يُكسر كسرا ولا يُحلّ في هذه الحالات.

ويشرح ناصر غنام شقيق الأسير لـ مكتب إعلام الأسرى وضعه الصحي، حيث أن آخر ما وصلهم عنه قبل أيام كان أنه يعاني من نزيف في الأنف بين الحين والآخر وآلام في الكبد وضعف عضلة القلب ونقص حاد في الوزن وعدم قدرة على السير وآلام في المعدة والرأس.

ويوضح بأن الأسير أحمد ما زال يقبع في سجن الرملة دون أي اهتمام بحالته ودون حتى نقله إلى مستشفى مدني كي يكون في مكان مهيأ لأي طارئ، إضافة إلى استمرار تعنت الاحتلال في قضية اعتقاله الإداري ورفض الاستجابة لمطلبه في تحديد سقف له.

ويشير إلى أن هذا الاعتقال السادس للأسير، حيث بدأت الاعتقالات بحقه منذ عام 1997 لمدة عامين ونصف وبعدها اعتقل مرتان وحكم خلالها لعدة سنوات، ثم اعتقل ثلاث مرات كلها رهن الاعتقال الإداري.

ويضيف:" منذ اعتقال شقيقي في بداية تموز/ يوليو الماضي تم تحويله للاعتقال الإداري فقرر أن ينتفض على هذا الظلم، حيث كان أمضى أعواما في هذا الاعتقال دون تهمة ولا مبرر ولا محاكمة ويتم التجديد له عدة مرات".

ومن المقرر أن ينتهي الأمر الإداري الحالي في السادس من أيلول/ سبتمبر الحالي وسط تهديدات من الاحتلال بتجديده له دون أي اكتراث بوضعه الصحي وحالته التي تدعو لتدخل عاجل.

حراك صامت

وتواصل العائلة حراكها الشعبي المدافع عن إضراب غنام، حيث تقيم خيمة اعتصام دائمة أمام منزله في قرية طرامة جنوب الخليل وتشارك في الفعاليات المساندة للمضربين.

ويوضح غنام بأن الأسير متزوج ولديه طفلان أحدهما يبلغ من العمر أربعة أعوام والآخر عاما ونصف، مبينا بأن طفله الأكبر يتساءل دائما عن والده وعن حياته وصحته وأنه كبر قبل أوانه ويستفسر من العائلة حول اعتقاله الإداري وحياة والده في الأسر وإضرابه المستمر.

ويتابع:" يفتقده نجله جدا خاصة حين يرى الأطفال مع آبائهم ويكثر التساؤلات حول موعد الإفراج عنه ولكننا لا نملك إجابة على ذلك، فهذه مشكلة الاعتقال الإداري أن العائلة والأسير تبقى أعصابهم رهن مزاج مخابرات الاحتلال التي تقرر متى الإفراج".

ويبدي غنام قلقا بالغا تحمله العائلة كذلك حول وضع الأسير الصحي خاصة وأنه كان خضع لعملية زراعة نخاع لمواجهة مرض سرطان الدم، مع احتمالية أن يكون المرض قد عاد له في ظل نقص المناعة المستمر.

ويشير إلى أن الأسير كان أحد ضحايا الإهمال الطبي في الاعتقالات السابقة حين عانى من السرطان ولم تقدم له إدارة السجون أي علاج بل كان يلجأ مع الأسرى إلى وصفات طبيعية وخلطات أعشاب من أجل التغلب على آلامه.

وتناشد العائلة بتحويل الحراك الصامت مع الأسرى المضربين إلى حراك فاعل وجدي كي يواجه تعنت الاحتلال ويجبره على الإفراج عن الأسرى الذين يواجهون بإضرابهم قرارات الاعتقال الإداري البغيض.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020