في ذكراها العاشرة
فصائل وشخصيات وطنية تشيد بصفقة وفاء الأحرار
إعلام الأسرى

اعتبرت الفصائل الوطنية والإسلامية وشخصيات قيادية صفقة وفاء الأحرار حدثاً استثنائياً أثبت قدرة المقاومة على التحدي والانتصار وانتزاع الحقوق، وحطمت هيمنة وجبروت الاحتلال وكشفت ضعف قدرته على فرض معادلاته الخاصة.

مكتب إعلام الأسرى رصد العديد من المواقف في الذكرى العاشرة لإتمام صفقة وفاء الأحرار والتي تصادف اليوم الموافق الثامن عشر من أكتوبر حيث أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس ومسؤول ملف الأسرى فيها، زاهر جبارين أن ذكرى الصفقة تمثل ذكرى عز وفخار بانتصار الأسير على سجانه والضحية على جلاده والمقاومة على المحتل في زمن عزت فيه الانتصارات وتزايدت المؤامرات على شعبنا وقضيتنا وقدسنا.

وأضاف أن المقاومة الفلسطينية قدمت في سبيل تحرير الأسرى المئات من الشهداء والجرحى خاصة في معركة سيف القدس البطولة الأخيرة، معلنة أن معركة كسر قيدهم على رأس سلم أولوياتها، مؤكداً على أن صفقة تبادل الأسرى الجديدة ستكون مشرفة تفرض فيها المقاومة الفلسطينية شروطها العادلة على المحتل.

وتابع جبارين أن الاحتفال بذكرى الصفقة "يأتي لتجديد العهد أننا على طريق تحرير الأسرى سائرون مهما كلف الأمر من أثمان باهظة، وأن حريتهم دونها الأرواح والأموال والدماء" مشيراً إلى أن المقاومة رفضت كافة الإغراءات وأفشلت كل المؤامرات وكسرت إرادة المحتل المجرم وتمسكت بحقها في انتزاع حرية الأسرى، "فلا شيء يعدل عند المقاومة ثمن حرية إنسان مقاوم على هذه الأرض".

وأضاف أن "وفاء الأحرار" أثبتت صوابية نهج المقاومة ومشروعها في مقابل فشل كل مشاريع الاستجداء والعبث ونهج التسوية، فالاحتلال بعقليته العنجهية لا يفهم إلا لغة القوة.

وتابع أن من لا يمتلك أوراق ضغط على الاحتلال لن يتقدم في أي اتجاه بل يتأخر ويتراجع ولن يحصل على أبسط حقوق شعبنا مهما كانت عادلة.

ولفت جبارين إلى أن الصفقة أثبتت أن شعبنا بأمس الحاجة إلى قيادة وطنية شجاعة واعية تترجم تضحياته وقدرته على الصمود والتحدي وفرض الإرادة على الاحتلال.

وأشار أيضا إلى أن الصفقة زادت وما زالت من المناعة الوطنية الفلسطينية وعززت التضامن بين أبناء الشعب الواحد ورفعت روحهم المعنوية وشكلت أملا متجددا لكل الأسرى وعائلاتهم.

وحذّر جبارين الاحتلال من مناوراته المكشوفة وألاعيبه المقيتة في قضية التوصل لصفقة تبادل جديدة، مشددا على أن كل محاولات حرف البوصلة "لن تفضي إلا إلى الإذعان لمطالب حماس وشروطها"، مؤكداً أن المقاومة وعلى رأسها حماس تتابع عن كثب ما تقوم به سلطات الاحتلال ضد الأسرى وأبسط ظروف معيشتهم داخل السجون، محذرا الاحتلال من المساس بالأسرى "فهم خط أحمر قد يشعل المنطقة بأسرها.

الناشطة سمر حمد، المرشحة عن قائمة القدس موعدنا، قالت من جانبها إن صفقة وفاء الأحرار كانت ترسيخا لنهج المقاومة وقدرتها على انتزاع الحقوق المضيعة بوهم التسويات والتخاذل، وأنها بددت وهم هيمنة الاحتلال وزيف قدرته على فرض معادلاته في أرض سلبها.

ولفتت حمد إلى أن صفقة وفاء الأحرار كانت صفعة لكل من سلم واستكان وترك خندق المقاومة والتحدي، ولكل من فاوض ونسق ولهث خلف سراب سلام لا يؤتى بضعف وإذلال.

وأكدت "أن الصفقة أثبتت أن الحقوق تنتزع من المحتل ولا تستجدى، وأن هؤلاء الرجال العظام الذين نسجوا بيارق هذه الصفقة وسطروا تفاصيلها بتضحياتهم، كانوا ولازالوا الأمناء الأوفياء لدماء الشهداء والثوابت الوطنية وهم هذا الوطن، وكانوا الدرع الحامي الذي يذود عن جراح الأسرى الذين أذيبت زهرات شبابهم خلف القضبان".

وأضافت: "ها نحن وبعد عشر سنوات نسمع صدى هذا الانتصار بهذه الصفقة ما زال يتردد في آفاق الوطن ويلوح كأمل لكل الأسرى وذويهم بأن يتجدد فرح الانتصار وتكسر أبواب السجان، ونتعالى على قهره بفعل المقاومة التي أركعت دولة الظلم الغاشم وردت قهقرته عن حلم الحرية بصفقة جديدة أشد ايلاما للعدو وأنكى لوهم المتخاذلين وأشفى لصدور كل الأسرى بكل أطيافهم وتنوع فصائلهم وانتمائهم".

 بدورها الحركة الوطنية الأسيرة قالت في بيان صدر عنها اليوم في الذكرى العاشرة لصفقة وفاء الأحرار ان ذكرى وفاء الأحرار، والتي كُسرت من خلالها قيود إخوةٍ لنا، وانتُزِعَت حريتهم من العدو الصهيوني، والتي بددت الوهم ببركات دماء الشهداء محمد فروانة وحامد الرنتيسي، وأعلنت عهدًا جديدًا مع الحرية؛ أنه لا مستحيلات في أرض الرسالات.

وأضافت الحركة الأسيرة ان عشر سنواتٍ مرت، وبعضنا مرت عليه أربعين عامًا من الأسر ولا زال صابرًا محتسبًا منتظرًا، ونقولها وبصوتٍ عالِ، أنه بعد معركة سيف القدس، وما رأيناه من بطولةٍ منقطعة النظير في ظروف معقدة حرجة ليس لها مثيل في أي مكان في العالم، فإننا نحن الأسرى في سجون الاحتلال نقول لكم يا إخوة السلاح والدم، أنه حان الوقت لكسر القيود، وقد كانت ثقتنا بكم كبيرة وبلا حدود، والآن بعد معركة سيف القدس، أصبحت هذه الثقة يقينًا بإذن الله.

وأكدت انه بعد عشر سنواتٍ من الانتظار بعد وفاء الأحرار، لا يزال أملنا -بعد الله-هو في المقاومة الباسلة، وأنكم أنتم ركننا الشديد الذي نأوي إليه في ساعة شدتنا بعد الله.

من جانبه أكد الباحث "رياض الأشقر" مدير مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن صفقة وفاء الأحرار أحدثت نقلة نوعية في تاريخ الصراع مع الاحتلال، كسرت عنجهيته وأجبرته على إطلاق سراح مئات الأسرى المحكومين بالمؤبدات، والذي كان يصر لسنوات على عدم إطلاق سراحهم أو التفاوض بشأنهم.

وأوضح الأشقر أن تاريخ 18/10/2011 سيبقى محفوراً في ذاكرة الشعب الفلسطيني، فرحا بانتصار المقاومة وتمكنها من تحرير(1027) أسير وأسيرة من السجون عدد كبير منهم كان يقضى أحكام بالسجن المؤبد، وبعضهم أمضى ما يزيد عن نصف عمره في السجون، بعد أن عجز الاحتلال وفشل بكل إمكانياته العسكرية والأمنية والسياسية في العثور على جنديه المأسور في قطاع غزة "جلعاد شاليط " لمدة 5 سنوات متواصلة.

وعد الأشقر تنفيذ صفقة وفاء أحرار ثانية مسالة وقت فقط، وأن الاحتلال ليس امامه خيار إلا الاستجابة لشروط المقاومة ليتمكن من استعادة جنوده وضباطه المأسورين في قطاع غزة منذ عدوان 2014، وأن كل محاولاته لتقليل الثمن او ربط الصفقة بالإعمار وفك الحصار باءت بالفشل، وكما رضخ في الصفقة الأولى وتراجع عن مواقفه المتشددة في بداية الأمر سيرضخ مرة أخرى.

وشدد الأشقر على ان المقاومة لن تترك أسراها داخل السجون، وأنها تسعى بكل الأدوات والوسائل لتحريرهم وهي متمسكة بشروطها ولن تتراجع عنها، بضرورة إطلاق سراح من تبقى من الأسرى المحكومين بالمؤبد وعددهم (544) اسيراً، إضافة الى الاسرى القدامى، وأصحاب المحكوميات العالية وقبلهم من أعيد اعتقالهم في وفاء الأحرار الأولى.

واعتبر أن سياسة خطف الجنود ومبادلتهم بالأسرى هو المنهج الأفضل للتعامل مع الاحتلال، والأقدر على تحرير الأسرى من السجون وقد ثبت ذلك بالدليل العملي من خلال صفقات التبادل التي جرت في تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية.

واعتبر مدير المكتب الإعلامي للجان المقاومة في فلسطين "محمد البريم"  ان صفقة وفاء الأحرار شكلت مفصلا هاماً في تاريخ المقاومة الفلسطينية وأثبتت بالدليل القاطع أن إرادة وعزيمة  الفلسطيني المقاوم أقوى من الجبروت  الصهيوني.

وأضاف ابو مجاهد أن صفقة وفاء الأحرار هي الأولى في تاريخ شعبنا الفلسطيني المقاوم يتم أسر جندي صهيوني على أرض فلسطينية تحتفظ به على مدى أكثر من خمس سنوات خاضت خلالها المقاومة صراع عقول وأدمغة وأثبتت تفوقها على العدو الصهيوني ، وقد تجلى فيها ابداع المفاوض الفلسطيني المقاوم وإصراره وعزيمته الجبارة وإرادته الفولاذية والتي أثبتت تفوقها على العدو الصهيوني المجرم في إسقاط كافة خطوط العدو الحمراء .

وأشار الى ان صفقة وفاء الاحرار المباركة حققت اختراقا مهما وأسست لمرحلة جديدة عنوانها لا نصر ولا حرية بدون تضحيات ومقاومة، وانها ستسجل في صفحات العز والمجد والنصر في تاريخ شعبنا والامة كلها ، وقد شكلت حافزا كبيرا وقويا لقيادة المقاومة وفصائلها الفاعلة لتكرار هذا الإنجاز من جديد.

ووجه ابو مجاهد بتحية إجلال واعتزاز لكل الشهداء الأبطال الذين ارتقوا في معركة الوهم المتبدد وفي مقدمتهم الشهيدين البطلين" حامد الرنتيسي ومحمد فروانة" والقادة العظماء الذين اشرفوا على عملية الاسر وعلى صفقة وفاء الأحرار وعلى رأسهم القائد الكبير" احمد الجعبري" والأمين العام للجان المقاومة" الشهيد كمال النيرب" والقائد العام "لالوية الناصر"" الشهيد عماد حماد "والشهداء القادة الابطال" رائد العطار"" ومحمد ابوشمالة ""وهشام ابونصيرة" "وأشرف المعشر" "وخالد المصري" وكل الشهداء الأطهار الذين ضحوا بحياتهم من اجل حرية الاسرى الابطال .

بينما اعتبرت حركة الأحرار صفقة وفاء الأحرار انجاز عظيم وصفحة ناصعة في تاريخ نضال شعبنا ومحطة مفصلية في مسار قضيتنا الفلسطينية ومقاومتنا للاحتلال.

وقالت في بيان صدر عنها اليوم ان المقاومة كسرت خلال هذه الصفقة كل الخطوط الحمراء التي كان يعتقد الاحتلال أنه من المستحيل تخطيها وأثبتت أننا نستطيع انتزاع مطالبنا وحقوقنا بالمقاومة وقوة الإرادة.  

وقالت ان الصفقة شكلت صفعة قوية للمنظومة الأمنية الصهيونية التي فشلت في الحصول على معلومة عن شاليط ولا زالت تفشل في معركة العقول مع المقاومة بما لديها من أسرى صهاينة، كما رسخت المقاومة من خلالها قواعد مهمة بأن عمليات خطف الجنود الصهاينة وصفقات التبادل هي الكفيلة بتحرير أسرانا.




جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020