الأسير موسى عجلوني.. ضحية إجرام المحتل!
إعلام الأسرى

رام الله- مكتب إعلام الأسرى

طفولة قاسية عاشها الشاب المقدسي موسى عجلوني (٢٧ عاما) بفعل الاحتلال وسياساته ضد أهالي القدس المحتلة، فلم يكد ينتهي من اعتقال حتى يبدأ اعتقالا آخر دافعا ضريبة الثبات في مدينته كما كل شاب وفتى.

ولأنه عايش اعتداءات ممنهجة للاحتلال على حيه باب حطة في البلدة القديمة من القدس، كان موسى واحدا من الأطفال الذين وقع عليهم ظلم المحتل ومستوطنيه، أما الآن فهو أسير زنازينهم ويقبع في السجون منذ أكثر من خمسة أعوام محكوما بالسجن لمدة ١٦ عاما.

تسلسلت الأحداث ومرت حياة موسى بمحطات كثيرة قبل أن يقرر الانتقام بطريقته؛ فهو منذ أن كان عمره ١٢ عاما يتعرض للاعتقال دون سبب ولمجرد أن منزله في حي باب حطة الذي يشهد اعتداءات مستمرة من الجنود.

وتقول والدته لـ مكتب إعلام الأسرى إن نجلها اعتقل عدة مرات على يد الاحتلال؛ وكان كلما ينتهي من اعتقال يدخل في آخر ويتعرض في كل مرة للاعتداء والضرب من بداية الاعتقال وحتى الإفراج.

وليس الاعتقال فقط ما زاد من غضب موسى؛ بل تعرض لعقوبة الحبس المنزلي عدة مرات حتى وصلت إحداها لمدة عام، وكذلك فرضت عليه عقوبة خدمة الجمهور لعدة أشهر دون مقابل وهو ما زاد من استفزازه من قبل الاحتلال وأذرعه.

وتبين والدته بأن الاعتقالات حرمته من الدراسة والشارع واللعب مع أصدقائه أو عيش حياة عادية؛ وتحوّل والداه في فترة الحبس المنزلي إلى سجانين عليه يمنعانه من الخروج ويجبرانه على الالتزام بشروط الحبس؛ وذلك لأن شرطة الاحتلال كبلتهم بالغرامات المالية الباهظة في حال تم خرق الحبس، وكل ذلك زاد من ضغطه النفسي.

وفي الثاني من يناير/ كانون الثاني من عام ٢٠١٥ وبعد أربعة أشهر فقط من الإفراج عنه؛ نفذ موسى عملية طعن فدائية قرب باب الأسباط أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك.

وتوضح والدته بأنهم سمعوا عن وقوع عملية طعن في المنطقة المجاورة لمنزلهم؛ ويعد مرور عدة ساعات داهمت شرطة الاحتلال منزلهم بحثاً عن موسى الذي تمكن من الانسحاب إلى جهة مجهولة، وبقي الأمر على هذا الحال لأسبوع كامل دون أن تتمكن شرطة الاحتلال من اعتقاله.

استمرت خلال تلك الفترة مداهمة الجنود لمنزل العائلة واستجوابهم وتهديدهم ومحاولة الضغط عليهم نفسيا، ولكنها لم تكن تعلم أي شيء عن نجلها.

وتبين أم موسى بأنه بعد أسبوع من وقوع العملية تم اعتقال نجلها من مدينة رام الله بعد مداهمة منزل يعود للعائلة، وبعدها نُقل إلى مراكز التحقيق.

وتشير إلى أن الجنود اعتدوا على موسى بوحشية ومكث فترة تقارب الشهر في مراكز التحقيق وهو يتعرض للضرب والتنكيل وخاصة الضرب على منطقة الرأس.

بعد عام كامل من المعاناة والتنكيل والنقل المستمر وجلسات المحاكم الطويلة تم الحكم على الأسير بالسجن لمدة ١٦ عاما بتهمة تنفيذ عملية طعن، ولكنه لم يسلم بعدها من تواصل العقوبات.

العزل والحرمان

منذ خمسة أعوام يقبع الأسير موسى عجلوني في العزل الانفرادي، حيث يتم نقله من عزل إلى آخر بحجة تشكيله خطرا على السجانين والجنود.

وتقول والدته إن الاحتلال أراد الانتقام من موسى عبر الاعتداء عليه بالضرب المستمر واستفزازه؛ وبعدها أصبح يخاف منه ويضعه دائما في العزل الانفرادي ما سبب له أزمة نفسية تتفاوت تأثيراتها بين الحين والآخر.

وتبين بأن موسى خلال عزله مرت عليه أوقات صعبة كثيرة؛ مثل أنه لم يعرف الوقت والتاريخ؛ فلم يعرف مثلا متى جاء شهر رمضان أو متى جاء العيد وغير ذلك، كما أنه دخل في حالة نفسية جعلته لا يتعرف على والديه ويستقبل الأخبار دون أي تأثر كخبر وفاة خاله الذي أحبه كثيرا.

وفوق هذا القهر يتعرض موسى لعقوبات كثيرة منها الحرمان من الزيارة؛ حيث تمكنت والدته قبل شهر من زيارته بعد حرمان لعام كامل، ويرفض الاحتلال إدخال الأغراض الشخصية له كالملابس والاحتياجات الأخرى.

وتضيف الوالدة:" كنت أعيد الملابس التي أريد أخذها له كما هي، ثم أضعها في كيس مختلف وأحاول إدخالها دون فائدة؛ وتبقى الملابس هي ذاتها لمدة عامين داخل الكيس دون أن نتمكن من إدخالها له".

وتتهم الأم الصابرة الاحتلال بمحاولة اتباع كل السبل من أجل تدمير عقل نجلها ونفسيته عبر مواصلة العزل الانفرادي بحقه.

وقبل عدة أشهر تم نقل موسى إلى المستشفى دون أن تعرف العائلة السبب؛ وحين سألته والدته قال إنهم أخبروه أنه مصاب بفيروس ما، دون أن يعلم حتى أن هناك فيروس منتشر في العالم يسمى فيروس كورونا!



جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020