الأسير مصطفى الحسنات .. إضراب يهز الإداري في كل مرة!
الأسير مصطفى الحسنات
إعلام الأسرى

على جدران مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم ألصقت صور ذاك الشاب الذي بالكاد تجاوز العشرين من عمره؛ بابتسامته البسيطة ووجهه الطفولي وإرادته الحديدية التي تظهر من بين كل ذلك.

لم تكن طفولة الشاب مصطفى الحسنات عادية؛ فهو قاسى ويلات الاحتلال بكل أشكالها بدءا من العيش في مخيمٍ يذكره بقصة لجوء عائلته عام ١٩٤٨ ويجعله يحن لأرضه الأم حتى لو لم يرها يوما.

واستمرت الانتهاكات حتى وصلت إلى ساقيه اللذين أصيبا بالرصاص وهو فتى في السادسة عشرة، أما الآن فالاعتقال هو الشبح الذي يخيم على حياته بين الحين والآخر.

يحاول أبو مصطفى أن يسرد تفاصيل حياة نجله البكر؛ ولكنها تغيب خلف جدار من الألم شيدته قوات الاحتلال في داخل فرد من عائلته، بينما تنتظر الآن الإفراج عنه وانتهاء ظلم الاعتقال الإداري.

ويقول لـ مكتب إعلام الأسرى إن نجله اعتقل خمس مرات؛ أولها كانت بعمر ١٦ عاما، حيث قبل اعتقاله بشهرين أصيب خلال مواجهات مع جنود الاحتلال في ساقيه، ورغم عدم قدرته على السير قام الجنود باعتقاله وتجاهل وضعه الصحي.

شهر كامل أمضاه مصطفى في الاعتقال آنذاك ثم أفرج عنه بكفالة؛ ولكنه أحس باعتقاله كالدهر بسبب أوجاع ساقيه وإهمال الاحتلال طبيا له ما فاقم وضعه.

ولكن فرحة التحرر لم تدم طويلا؛ فالاحتلال أعاد اعتقاله بعد أشهر قليلة من الإفراج عنه، وتوالت بحقه الاعتقالات لتعرقل دراسته في الثانوية العامة حيث اعتقل أثناء تقديم الامتحانات النهائية.

ويوضح أبو مصطفى بأن نجله كان ينوي استكمال دراسته ولكن الاحتلال أعاق ذلك؛ كما أن الاعتقالات لم تدع له فرصة لاستكمال علاجه من الإصابات في ساقيه.

من جديد اعتقل الاحتلال مصطفى عام ٢٠١٨ وحوله للاعتقال الإداري الذي لا يملك دليلا ولا إثباتا ولا تهمة لتبرير الاعتقال؛ وهو ما زاد قهر مصطفى في سجنه فقرر أن يخوض معركة الكرامة.

ويقول والده إنه قرر أن يبدأ إضرابا عن الطعام في ذلك الاعتقال مع صديقه الأسير محمد أبو عكر؛ واستمر إضرابهما قرابة ٤٠ يوما انتزعا بعدها قرارا بتحديد سقف اعتقالهما الإداري بعد عامين من الاعتقال تمكن خلالهما من الحصول على شهادة الثانوية العامة.

تحرر مصطفى في بداية عام ٢٠٢٠ وامتلأ المخيم بأجواء البهجة فرحا بخروج هذا الفتى الصابر من الأسر؛ وقرر فورا التسجيل في الجامعة واستكمال علاج ساقيه، ولكن الاعتقال كان مصيره مجددا.

ويشير الوالد إلى أن مصطفى أمضى فقط ٢٩ يوما خارج السجن ليعاد اعتقاله من جديد وتحويله للإداري المقيت، ولكن روحه الصلبة أبت أن تنكسر فأعلن الإضراب مجددا وخاضه لأكثر من ١٢ يوما، ثم رضخ الاحتلال لمطلبه وحدد له سقفا جديدا للإفراج وها هو بانتظار تنفيذ الوعد.

ويبين الوالد بأنه خلال الإضراب السابق تمكن من زيارة نجله فلم يعرفه في البداية بسبب ما أصاب جسده من ضعف حتى شبهه بالهيكل العظمي، وفوق ذلك عاقبه الاحتلال بالعزل الانفرادي والإهمال المتعمد.

أما ساقاه فالألم يعتريهما بشكل مستمر؛ حيث مؤخرا بدأ جرحه ينزف من جديد ويحتاج لعمليات جراحية لاستئصال شظايا الرصاص منهما.

ويضيف:" كنا نتأمل أن يدرس ويتوظف ولكن لا يكاد يفرج عنه حتى يعود للاعتقال من جديد، لا توجد لدينا مناسبات حضرها بسبب اعتقالاته، وجميع شقيقاته تزوجن وهو بالأسر وأنجبن وهو معتقل.. لا فرحة في حياتنا ومصطفى أسير فكل شيء يتوقف عنده!".



جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020