التضامن مع الأسرى ... تفاعل شعبي ضعيف وعتاب مر من عائلتهم
الأسرى
إعلام الأسرى

رغم أن الشعب الفلسطيني بكل اطيافه وفصائله يجمع على أن قضية الأسرى من القضايا الرئيسية، والتي تحتل مكانة كبيرة لدى الشعب الفلسطيني، إلا أنه بدأ لافتاً للبعض أن حجم التضامن والتفاعل الرسمي والشعبي مع الأسرى الفلسطيني ضعيف ولم يصل إلى الحد المطلوب، ولا يليق بهم وكثير من عائلات الأسرى في الوقفات التضامنية لم تخف عتابها ولومهم، فهم في مقدمة من ضحوا ودفعوا فاتورة باهظة من أعمارهم.

والوقفات التضامنية هي مقياس حقيقي للإشارة إلى مدى التعاطف الشعبي، ورسائل للعالم أن هناك أسرى في سجون الاحتلال.

لوم مُر

أبو السبع قطش والد الأسيرين قصي قطش وسليمان قطش أصغر أسير إداري من بلدة يبرود قضاء رام الله يكتب معاتباً على صفحته الشخصية متسائلا بحسرة وكمد: لماذا الخوف لا أعلم، لماذا التخاذل لا اعلم، لماذا التقصير لا اعلم، ما يقارب الـ٢٥ شخصاً حضروا للتضامن مع الأسرى والأسيرات".

وبحسب قطش فان العتب الأكبر على أهالي الأسرى، حيث يوجد 5500 أسير وأسيره×٢ =11000ألف مشارك ومتضامن، هذا العدد لو كل بيت أسير حضر منه شخصان، كان العدد كذلك، فأين أهالي الأسرى من هذه الوقفات، لماذا اللوم على السلطة أو التنظيمات والأحزاب والمؤسسات الدولية أو الفلسطينية ولا نلوم الصليب الأحمر ولا وزارة الأسرى، علينا أن نلوم أنفسنا، نحن مقصرين بحق أنفسنا يجب أن نقف مع أبنائنا الأسرى والأسيرات وهذه صرخة قوية لأهالي الأسرى والأسيرات، الأبناء في خطر".

في الزيارة لا نذكر الحقيقة

والدة الأسير المريض معتصم رداد من بلدة صيدا شمال مدينة طولكرم تقول:” لم انقطع عن وقفات التضامن مع الأسرى والأسيرات، ولكن الذي يحزنني قلة المشاركين في كل مرة وخصوصاً الوقفة التي تتم أسبوعياً في مدينة طولكرم قبالة الصليب الأحمر".

وتضيف في كل زيارة أُخبر ابني أن الكل يتضامن مع الأسرى، فنحن كأمهات أسرى لا نستطيع الحديث عن ضعف التفاعل الشعبي للأسرى خوفا من التأثير على نفسياتهم ".

الحد الأدنى

منال يونس شقيقة الأسير المريض عثمان يونس من قرية سنيريا جنوب قلقيلية والمحكوم بالسجن المؤبد والمعتقل منذ عام 2003 من داخل مستشفى رفيديا في نابلس وهو مصاب تقول:" أنا وأمي لم نترك وقفة تضامنية مع الأسرى، إلا ونشارك فيها، ولكن في معظم الوقفات نلاحظ أن التفاعل لم يكن على الوجه المطلوب، بل أقل من الحد الأدنى".

تستردف حديثها: هذا الأمر يؤثر علينا كعائلات أسرى ندفع ثمناً باهظاً جراء اعتقال الأبناء وخصوصا المرضى منهم، فأخر أسير شهيد وهو الشهيد سامي أبو دياك، كان في لحظات حياته الأخيرة يتمنى أن يخرج للحرية ولو لفترة قصيرة، كي يموت وهو في فضاء الحرية، ولم يكن هناك تضامن شعبي يجبر الاحتلال.

أصعب اللحظات

ويرى الكاتب والمحرر وليد الهودلي:" أن أصعب اللحظات على عائلة الأسير، عندما يكون التضامن الشعبي باهت وضعيف، فهذه رسالة سيئة تصيب العائلة بالإحباط، والانتكاسة النفسية، فعدد المشاركين في الوقفات يمكن عدهم بسهولة، إضافة على عدم وجود متفاعلين جدد في الوقفات والمسيرات، فأصبح التضامن مقصور على شخصيات وعائلات معينة فقط، وهذا اختزال لقضية الأسرى له تداعياته الخطيرة".

ويشير إلى أن الشعب الفلسطيني يمتلك أكبر حركة أسيرة في العالم، والأصل أن تكون الوقفات والمسيرات حاشدة تصدم الاحتلال، وكثير من ضباط المخابرات يعايرون الأسرى بالقول لهم " ما حدا سأل فيكم “، وهذه الجملة تكررت مع أسرى خاضوا إضرابات فردية، للنيل من همتهم ومعنوياتهم ".

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020