زوجة الأسير موسى صوي " أطفالي لم يعرفوا والدهم خارج الأسر وحياتنا في توتر دائم"
الأسير موسى صوي
إعلام الأسرى

من أمام أبواب سجن النقب الصحراوي وقبل زيارة الزوج الأسير موسى صوي من قلقيلية كان اللقاء عبر الهاتف مع الزوجة أمل نوفل أم سياف، ورغم الأجواء المتوترة وهي ترافق أطفالها سياف ومحمد ، تحدثت الزوجة أم سياف قائلة :" زوجي أمضى من حكمه أربع سنوات وثمانية أشهر من أصل خمس سنوات ونصف ، وقد عاقبه الاحتلال وزاد على حكمه قرابة العام ، فهو ينتقم منه ، ومنذ اقترانها مع بعضنا البعض لم يخلو عام من اعتقال ، ففي فترة الخطوبة اعتقل زوجي موسى عام ونصف وقبل أيضا عام ونصف ومجموع اعتقالاته سبع سنوات وعمر زواجنا قرابة العشر سنوات ".

يزداد التعلق

وتضيف الزوجة ام سياف:" في كل زيارة يزداد تعلق أطفالي سياف عشر سنوات ومحمد خمس سنوات بوالدهم وعندما تنتهي الزيارة تبدأ معاناة أخرى من نوع آخر، فطفلي محمد اعتقل والده وعمره تسعة أشهر، فهو تعرف على والده خلف القضبان وكذلك سياف".

وتتابع " نحن ندخل من اعتقال إلى اعتقال ومن معاناة إلى معاناة، فحياتنا مليئة بالمآسي التي يجسدها الاحتلال فعائلة زوجي يستهدفها الاحتلال منذ الانتفاضة الأولى عام 88 عندما استشهد إبراهيم وهو أول شهيد في عمر الزهور واستشهد أيضا شهيد ثاني للعائلة وهو الشهيد صالح صوي وهدم المنزل عام 1994م واعتقل جميع أفراد العائلة واليوم العائلة مقسمة بين السجون والمقابر ".

أخفي الجواب

تقول الزوجة أمل "عندما يسألني أطفالي عن والدهم، أحاول أن أخفي عليهم مرارة السجن وأنه سيعود قريبا، فهم لا يفهمون ظلم الاحتلال وكيف استهدف الاحتلال كل العائلة، فهم كبروا وسط عذاب من الاحتلال واعتقالاته المتكررة، حتى أن الاحتلال لم يتركنا وزوجي في الأسر بل اقتحم وهدد أنه يده طويلة وستلاحق زوجي وجميع افراد العائلة ".

الصبر والاحتساب

وتضيف:" بالرغم من كل هذا العذاب الذي نعيشه، فنحن نحتسب ذلك عند الله، وحالنا أفضل بكثير من عائلات تسبب الاحتلال في معاناة مضاعفة لها مثل عائلة أبو حميد في مخيم الأمعري، فالاحتلال لا يرحم عائلات الأسرى".

وتكمل أمل "سمح لنا مؤخراً بزيارته بشكل منتظم وفي السابق لم تكن الزيارة مسموح بها كما اليوم، فهم في كل يوم في مزاج وخطوات غير متوقعة، وفي كل زيارة ننتظر الفرج من هذه المعاناة وعودته على حضن أطفاله الذين ذهبوا إلى الروضة والمدرسة وهو مغيب عنا، ونعيش على ذكراه عندما كان معنا ولو لفترة قصيرة، فلا نشكو عذابنا إلا لله، وهو القادر على أن يغير الحال".

صمود نلمسه

وتختم الزوجة أمل قائلة:" الذي يزيد من قوتنا في تحمل كل هذه العذابات الصمود الذي نلمسه من كل زيارة، فرغم كل الإجراءات الانتقامية إلا أن زوجي ومعه كل الأسرى يبتسمون من خلف القضبان، ويمدوننا بالقوة، فالزيارة بمثابة شحن لكل عائلة الأسرى حتى تتحمل كل هذه العذابات، وهذا الأمر يزيد من قوتنا ولا تؤثر علينا إجراءات الاحتلال العنصرية بحقنا وحق أسرانا ".

وتطالب الزوجة أمل بضرورة تفعيل قضية الأسرى وما يجري من إجراءات صامتة بحق الأسرى وعائلاتهم، "فزوجي تمت زيادة حكمه ظلما وبشكل انتقامي، فلولا الزيادة الأخيرة لكان زوجي في فضاء الحرية".

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020