طفلة الأسير شادي عودة: كبرت في قاعة الزيارة بين أحاديث أهالي الأسرى وآلامهم
الأسير شادي عودة
إعلام الأسرى

طفلة الأسير شادي عودة: كبرت في قاعة الزيارة بين أحاديث أهالي الأسرى وآلامهم

صباحاً استيقظت ابنة الأسير شادي عودة من مدينة قلقيلية، الطفلة عائشة شادي عودة، وتجهزت لمغادرة منزلها، لكن ليس للذهاب إلى المدرسة وإلى صفها الأول الابتدائي، بل لمرافقة والدتها وجدها د. ياسر حماد إلى سجن النقب الصحراوي، وخلال الطريق كانت تستذكر صورة والدها الذي اعتقل رفقة أسرى صفقة وفاء الأحرار الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم، وذلك في صيف حزيران عام 2014.

في زيارتها هذه المرة، تعرفت الطفلة عائشة عودة على خبايا الأسر، وعلى كيفية تصرف الأسرى في قاعة الزيارة مع السجانين، مكتب إعلام الأسرى التقى عائلة الأسير شادي عودة للحديث عن هذه التفاصيل.

تفاصيل الزيارة

ببراءة تحدثت الطفلة عائشة حول تفاصيل حدثت معها أثناء الزيارة لمكتب إعلام الأسرى، وقالت" ذهبت لزيارة أبي في سجن النقب، وزيارة خالي عمار، وعندما دخلت سمعت الأسرى يقولون: لن ندخل إلى السجن حتى تدخل الأغراض، وكنت أنظر لأبي وخالي وغيرهم من الأسرى وإلى السجانين، وبعد كلامٍ كثير بينهم قال السجان لأبي وخالي: في المرة القادمة سأدخل لكم الشراشف التي لم تدخل، وانتهت المشكلة".

تضيف عائشة" نقلت ما جرى مع عائلات الأسرى، وقلت لهم أن السجانين قالوا لأبي وخالي وللأسرى أن الشراشف ستدخل المرة القادمة، وكنت أبتسم وأنا أخبرهم بهذا الخبر السعيد".

جد الطفلة عائشة، المحرر د. ياسر حماد، والذي كان برفقتها ووالدتها في زيارة صهره ونجله قال" عائشة أدركت المشكلة التي وقعت بين الأسرى والسجانين، وطريقة الحوار التي جرت، واعتصام الأسرى في قاعة الزيارة بعد انتهاء الزيارة، فقد دخلت عائشة بعدنا في زيارة للأطفال، وكان هذا الخبر السار الذي نقلته له الأثر الطيب في نفوس العائلات التي انتكست بعد إرجاع الشراشف السميكة، وخاصةً أن فصل الخريف قد حل، وفي النقب يكون الجو بارداً في الليل".

ذاكرة الزوجة

زوجة الأسير شادي عودة، ووالدة الطفلة عائشة، إخلاص حماد قالت لمكتب إعلام الأسرى" الأطفال في الزيارة يحتفظون بتفاصيلها وتبقى محفورة في ذاكرتهم، وتبقى مشاهد الزيارة تتكرر على ألسنتهم طوال الأيام والأشهر التي تلي موعد الزيارة، فعائشة عرفت والدها من خلف ألواح الزجاج في قاعة الزيارة، فعند اعتقاله كانت في السنوا ت الأولى من عمرها، وعندما بدأت تميز الأشياء كان والدها خلف القضبان وأعيد له حكمه السابق ومدته 22 عاماً".

تضيف إخلاص حماد" رحلة الزيارة بالرغم من أنها تخفف علينا كعائلة، إلا أنها صعبة على الأطفال، وخاصةً عندما يتعرفون على عذابات الأسر وما يعانيه الأسرى، فعندما كانت عائشة تنقل الخبر لكل عائلات الأسرى، كانت بمثابة مراسلة صحفية تنقل الحدث بأدق التفاصيل، وكان الكل يسألها عما جرى بعد انتهاء الزيارة، وهل الأسرى بخير، وهل حدث اعتداء عليهم، وهل انتهى الحوار بسلام".

وتتابع إخلاص حماد حديثها، فتقول" كانت طفلتي عائشة تطمئن العائلات بأن كل شيء على مايرام بعفويتها وبلغة الأطفال البريئة، وكنت سعيدة وحزينة في ذات الوقت، فأنا سعيدة بأن طفلتي لها القدرة على تمييز ما جرى، وأنها رأت المشكلة وكيف تحدى الأسرى السجان، ولكني حزينة بأن يكون هناك اهتمام من جانب طفلتي بهذه الأمور التي هي من اختصاص الكبار، فقد كبرت عائشة على هذه الأوضاع".

 

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020