المحرر د.نصر شريم : شريط أحداث اعتقال الاحتلال له لم يغادر ذاكرته بعد
المحرر د.نصر شريم
إعلام الأسرى

مازالت أحداث رحلة الأسر التي استمرت قرابة العشرة أشهر عالقة في ذاكرته، ففي غيابه القسري في سجون الاحتلال استهدفت عائلة زوجته، واعتقل الاحتلال زوجته مدة شهر، واعتقل والدة ووالد وشقيق زوجته وهدمت منزلهم، واليوم كل شريط الأحداث الذي مر على المحرر شريم في تلك الفترة مؤلم.

المحرر د.نصر يوسف شريم من سكان مدينة قلقيلية، والمحاضر في كلية الصيدلة في جامعة النجاح تحدث لمكتب إعلام الأسرى حول ظروف اعتقاله فقال" بتاريخ 19112018 كنت على موعد مؤلم مع الاعتقال، بعد إحاطة المنزل بالجيش وضباط المخابرات، وتم انتزاعي من بين عائلتي وأطفالي الذين عانوا من اعتقال والدتهم، واليوم يعانون من اعتقال خالهم وجدهم وجدتهم".

يضيف شريم" عقب اعتقالي جرى نقلي على الفور إلى مركز تحقيق بتاح تكفا سيء الصيت والسمعة، وهناك مكثت 29 يوماً وهي الفترة التي مكثتها زوجتي الدكتورة فيروز نعالوة، فقد قضينا ذات الفترة في ذات المكان، وكان ضباط التحقيق يقولون لي قبلك كانت زوجتك واليوم أنت ويمكن أن تعود زوجتك مرة ثانية، في عملية ضغط نفسية شديدة، وكل ضباط التحقيق كانوا يمارسون أساليب في غاية الانحطاط بحقي، فهم يتعاملون مع الأسير الفلسطيني بطريقة خارجة عن كل الأعراف والقوانين الدولية".

يصف د.شريم فترة التحقيق معه بالقاسية، يقول" رافقتها العذابات النفسية وقلة النوم وتهديد ضباط المخابرات الذين كان يزيد عددهم عن سبعة محققين في الجلسة الواحدة، والخبر المؤلم الذي سمعته وأنا في فترة التحقيق من المحامي أثناء فترة تمديد اعتقالي كان استشهاد أشرف نعالوة".

يتابع د.شريم حديثه ويقول" زوجتي كانت الوحيدة في الخارج آنذاك وأنا وعائلتها في السجن، وقد تخيلت مدى العذاب الذي تجرعته، عند تلقي خبر استشهاد شقيقها أشرف، كان ذلك الأمر شاقاً ولم يخبرني المحققون باستشهاده فهم يخفون كل معلومة عن الأسير حتى يبقى معزولاً طوال فترة التحقيق ويصدم من الأخبار بعد انتهاء فترة التحقيق".

بمرارةٍ يوصل المحرر د.شريم حديثه عن تجربة الأسر قائلاً" أنا اعتقلت سابقاً، إلا أنه وفي هذه المرة كان الاعتقال ثقيلاً بكل ما تعنيه الكلمة، فالمسؤوليات كثيرة، فأنا لدي عائلة وأطفال وجامعة وطلاب، وغيابي هذه الفترة شكل فجوة بالنسبة لطلابي، فأنا أقوم بتدريس تخصص نادر نسبياً والكوادر الأكاديمية غير متوفرة لتدريسه، والأسر له أثار سلبية على كل أسير فلسطيني، ولو تخيلنا أن لكل أسير بصمة في حياته يتميز بها، سنجد مدى حجم الأضرار الناجمة عن اعتقال الآلاف من الفلسطينيين في العزل والسجون التي تعتبر مدافن للأحياء".

بعد انتقال المحرر د.شريم إلى سجن مجدو عقب انتهاء فترة التحقيق معه والتي استمرت 29 يوماً، وانتقاله للمحاكم العسكرية، عاش مع الأسرى، يقول" رأيت الأسرى يتجرعون إجراءات الاحتلال ومصلحة السجون بعذابٍ لا يوصف، فالتنغيص على حياتهم لا يتوقف وهو على مدار الساعة والمحاكم العسكرية صورية لا قيمة لها من الناحية القانونية، والمخابرات الإسرائيلية تحكم قبضتها عليها وتضع الأحكام، وقضاتها يقومون فقط بالتصديق عليها في مسرحية لا تخفى على القاصي والداني".

يوضح د.شريم أن من يعيش تجربة الأسر يتولد لديه يقين بأن الشعب الفلسطيني يخضع تحت احتلال يمكن تصنيفه بأعتى احتلال في التاريخ، فكل شيء يطبق على الأسرى من إجراءات مشددة يتم تغليفه بالقانون، والقانون عندهم يعتبر مذبحاً للأسرى في كل المنشأت الاعتقالية دون استثناء".

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020