الأسير الجريح محمود العملة يصارع الإصابة والعقوبات!
الأسير الجريح محمود العملة
إعلام الأسرى 

ما زالت صورته تدق ذاكرة كل فلسطيني بعد أن اعتدى عليه جنود الاحتلال اعتداء وحشيا وهو أسير بلا حول ولا قوة في سجن "عوفر" بداية العام الحالي، وما زالت صرخاته الصامتة تطرق جدران ضمير يسكت عن حق أولئك المظلومين في زنازين القهر.

ففي ليلة الحادي والعشرين من يناير تغيرت حياة الأسير محمود عبد العفو العملة (31 عاما) من بلدة بيت أولا غرب الخليل، حيث ودون سابق إنذار اقتحمت قوة صهيونية مدججة بالأسلحة والكلاب البوليسية قسم 15 الذي يسمى بقسم الوحدة الوطنية ويضم أسرى من مختلف الفصائل، وهناك بدأت حكاية الأسير مع الإصابة والمعاناة.

ويقول شقيقه الأسير المحرر رائد العملة لـ مكتب إعلام الأسرى إن محمود اعتقل في الرابع من ديسمبر الماضي وما زال موقوفا، وفي بداية العام تعرض للضرب المبرح بعد اقتحام القسم الذي كان يتواجد فيه، حيث كانت تهمته فقط أنه أسير، وتم الاعتداء عليه وعلى الأسير عدنان موسى من بلدة الخضر جنوب بيت لحم بالضرب المبرح حتى وصفت إصاباتهما بأنها الأكثر خطورة وقتها.

العائلة لم تكن تعلم شيئا عن حالته؛ وفي اليوم التالي للاعتداء السافر أبلغتها المحامية أحلام حداد بأن محمود يعاني من إصابات بالغة تركزت في وجهه، وأنه نقل إلى المستشفى ليوم واحد فقط وهو مقيد وأعيد إلى السجن.

ويوضح رائد بأن جلسة محاكمة كانت عقدت للأسير بعد يومين فقط من الاعتداء عليه فقامت المحامية بتصوير إصاباته التي أذهلت العالم لقسوتها، حيث تبين أن لديه كسر في تجويف العين اليسرى وجرح عميق تحتها ورضوض وكدمات في مختلف أرجاء جسده متركزة في الوجه، مشيرا إلى أن الضربات كلها كانت عن طريق العصا الحديدية ما يظهر أن الاحتلال كان ينوي فقء عينه.

صدمت العائلة بما رأت وأحدثت الصور في قلبها ما أحدثت، ولكن الحكاية لم تنته هنا بل بدأت المعاناة منذ هذه اللحظة.

ويقول رائد:" ما زال محمود يعاني من آثار الاعتداء حيث لا يتمكن من الرؤية في عينه اليسرى ويعاني من آلام فيها وصداع حاد ودوار دائمين، وهذا الأمر كله دون أي علاج ودون متابعة حول حالته ما يقلقنا على وضعه الصحي ويجعلنا نخشى من تأثير سياسة الإهمال الطبي خاصة أننا فقدنا شقيقي الآخر محمد العملة الذي استشهد عام 2010 جراء الإهمال الطبي الذي تعرض له في السجون".
عقوبات
وتعيش العائلة منذ إصابة الأسير محمود أياما مثقلة بالقلق والحزن على حالته، فهو لا يتمكن من الرؤية ويعاني من أوجاع مبرحة تداهمه ليل نهار دون اكتراث من إدارة السجون الصهيونية، وفوق ذلك فرضت بحقه عقوبات قاسية.

ويوضح رائد بأنه منذ اعتقال محمود في ديسمبر وهو ممنوع من الزيارة من أي شخص في العائلة، وذلك تحت حجة المنع الأمني، وبعد الاعتداء عليه حاول أهله استصدار تصريح للزيارة من أجل الاطمئنان عليه ولكن الاحتلال أخبرهم أنه معاقب ومحروم من الزيارة إلى أمد غير محدد.

ويضيف:" منع العلاج ومنع الزيارات وحرمانه من الكنتينا كانت أبرز العقوبات بحقه، وحاولنا من هلال التواصل مع محامين ومؤسسات أن نرفع هذه العقوبات ولكن دون فائدة، كما أنه محروم من زيارة المحامين ولم يزره سوى اثنين منهم طوال هذه الفترة، فيما عوقبت المحامية أحلام حداد بعد نشر صور إصابته لأن الاحتلال لا يريد أن تخرج الإصابات للعلن وأن يُفضح بوحشيته".

والأسير محمود تزوج من زوجة شقيقه الشهيد محمد، وأنجب منها ابنة ثم طفلين خلال سنوات اعتقاله السابقة لم يشهد ولادتهما؛ حيث أمضى 24 شهرا في الاعتقال الإداري و24 شهرا في حكم عادي، والآن تطلب له النيابة الصهيونية حكما بالسجن لثمانية عشر شهرا.

وتناشد العائلة عبر مكتب إعلام الأسرى مسانتها في الضغط على الاحتلال من أجل تقديم العلاج اللازم للأسير حيث أنها لا تعلم مدى الضرر الذي لحق بجسده جراء الإصابة لأن الفحص كان سطحياً.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020