الفتى الأسير أحمد عبيدة .. بين الطفولة والمؤبد!
الأسير أحمد عبيدة
إعلام الأسرى 

لم تكن تلك الليلة متوقعة لدى عائلة عبيدة الفلسطينية التي تقطن في مخيم الجلزون شمال مدينة رام الله، فأحداثها لا تكاد تغيب عن أذهانهم التي ما زالت منشغلة بهمّ الأسر والقيد.

وبالنسبة لها فالوقت متوقف منذ ذلك الحين؛ وقتٌ خُطفت فيه الابتسامة من البيت وتحولت الضحكات إلى دموع واللقاءات إلى لحظات عابرة سريعة لا تشفي القلب ولا تطفئ حرقة الفراق.

في ليلة التاسع عشر من فبراير عام ٢٠١٦ داهمت قوات الاحتلال منزل عائلة عبيدة التي ظنت أنه مجرد تفتيش كما يحدث عادة مع مئات العائلات الفلسطينية؛ ولكن الاقتحام كان همجيا أكثر من كل مرة وصراخ الجنود كان يطغى على كل شيء.

وتقول العائلة لـ مكتب إعلام الأسرى إن مداهمة المنزل تصاحبت مع عملية تفتيش دقيقة وتصرفات وحشية متعمدة من الجنود الذين هجموا على ابنها أحمد (١٦ عاما) وكبلوه واعتقلوه دون مراعاة أنه قاصر، ثم تم نقله إلى جهة مجهولة.

تُركت العائلة في دهشة من عملية الاعتقال؛ فأحمد كان اعتقل لعدة أشهر قبل هذه المرة ولم تتوقع أن يعاد اعتقاله من جديد.

وتضيف:" نُقل أحمد إلى مراكز التحقيق ولم نعلم عن تهمته شيئا وقتها، ثم كانت الصدمة بأن علمنا ما يوجهه الاحتلال من اتهام وهي المشاركة في التخطيط لعملية طعن نفذها الفتيان أيهم صباح وعمر الريماوي في مجمع "رامي ليفي" التجاري الصهيوني المقام على أراضي شرق مدينة رام الله، شعرنا بأن الحياة توقفت عند تلك اللحظة وبدأت الأسئلة تغزو رؤوسنا".

سلسة من المحاكم عُقدت وما زالت للفتى عبيدة ونيابة الاحتلال ترفض إلا إنزال الحكم المؤبد عليه دون مراعاة صغر سنه، حيث تتهمه بأنه توجه مع الفتيين إلى المجمع بنية تنفيذ العملية معهما ولكن أمن المركز لم يسمح له بالمرور فيما سمح للفتيين بذلك فقاما بتنفيذ العملية وقتلا مستوطنا صهيونيا وأصيبا بجروح خطيرة.
دخل أحمد قبل شهرين عامه الثالث في الأسر وهو يقاسي ظلمة السجن وتمر الأعوام من عمره الفتيّ وهو في مواجهة كيان غاصب بأكمله.

أحلامٌ صغيرة

الفتى الأسير الذي كان يدرس في الصف الحادي عشر قبل اعتقاله كانت له أحلام يرسمها صغيرةٌ على مقاس عمره وإمكانياته، ولكن سجون الاحتلال وضعت حدا لها وأجلتها إلى تاريخ غير معروف.

وتقول عائلته إن أحمد كان يحب مهنة النجارة وكان دائما يحدثها عنها وعن أحلامه حولها وكيف يريد أن يصبح نجاراً في يوم ما وأن يفتتح ورشته الخاصة به، ولكن حتى هذا الحلم البسيط جدا لم يجد في حياة فتى فلسطيني بقعة ضوء ليتحقق.

وتعرب العائلة عن حزنها البالغ بعد إدانة أحمد بهذه التهمة حيث لم يقم فعليا بتنفيذ أي عملية بل تواجد في المكان، معتبرة أن الحكم المؤبد لا يجب أن يشمل من كانت لديه النية ولم ينفذ، ولكنها في الوقت ذاته تشكر الله أن ابنها لديه من القوة والإرادة ما يعادل دولة الاحتلال بأكملها في الصبر على السجن والتمتع بمعنويات عالية رغم كل شيء وأهمها صغر سنه.

وتضيف:" أحمد شاب خلوق لا تفارق وجهه الابتسامة وهو عصب البيت الذي بغيابه تحول إلى مكان باهت، فلا نذكر حدثا جميلا إلا ونذكر أحمد معه، ولكننا صابرون على كل شيء ندعو له في كل وقت وبإذن الله سيكون الفرج قريبا".

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020