بعد رضوخ الاحتلال لمطالب المضربين
بالتفاصيل.. الحركة الأسيرة تعلن انتصارها في معركة إضراب الكرامة الثاني
إعلام الأسرى

أعلنت الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال مساء اليوم الإثنين تحقيقها انتصارا جديدا في معركة الإضراب المفتوح عن الطعام "إضراب الكرامة" الثاني.

وقال بيان صادر عنها وصلت مكتب إعلام الأسرى نسخة عنه إن إدارة السجون الصهيونية رضخت لمطالب الأسرى المضربين؛ حيث تم التوصل لاتفاق يتحقق من خلاله ما انتفضوا لأجله وهو إزالةُ أجهزةِ التشويش المسرطنة وتحييدها، ثم الموافقة لأول مرة في تاريخ الحركة الأسيرة والسجون على تركيب هاتف عمومي في كافة أقسام السجون أينما تواجد أسير فلسطيني.

وأضاف البيان بأن الاتفاق يتضمن كذلك إعادة الأوضاع الحياتية في كافة أقسام السجون إلى ما كانت عليه قبل تاريخ السادس عشر من فبراير الماضي وهي بدايةُ الأحداث التي رافقت تركيبَ أجهزةِ التشويشِ المسرطنة وما تلاها من إجراءاتٍ عقابية واسعة، إضافة إلى تحقيق جملةٍ من المطالب الإنسانية التي تلامسُ حياة الأسرى وعلى رأسها ما يخص الأسرى المعزولين و خروجهم من العزل.

وأكدت الحركة أنها سوف تراقب في وضع الاستعداد تنفيذَ ما تم الاتفاق عليه لأن السجان ليس محلَ ثقة ولا موضع حسن ظن، مبينة بأنه إذا تنكر لما تم الاتفاق عليه فالرد سيكون ما يراه ويلمسه واقعا.

وتابعت:" المعركةُ لم تنته بعد، فالمرحلة الأصعب هي تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، فلا تنزلوا عن جبل النصرة وتتركوا ثغر المساندة لنا، وهذه ثقتُنا بكم".

واستعرض البيان جملة الأحداث التي عصفت داخل السجون وأدت إلى إضراب الكرامة، لافتة إلى أنها أشارت في بداية العام ٢٠١٩ بأن الأسرى أمام حربٍ حقيقيةٍ ومنظمةٍ تقودُها دولةُ الاحتلالِ بكافةِ أركانِها؛ حيث بدأت مصادرةُ الحقوقِ والمكتسبات واقتحامُ الأقسامِ وقمعُ الأسرى وكانت النتيجةُ ١٥٠ إصابةً في سجنِ عوفر، ثم تركيبُ أجهزةِ تشويشٍ مسرطنة داخلَ قسم 4 في سجن النقب، مما دقَ ناقوسَ الخطر تُجاه حياتهم، وبعدها تمادى السجانُ بغطرسته وهمجيتِه بعدَ نقله لأسرى قسم 7 في سجن رامون إلى قسم 1 وقد ركبَ به أجهزةَ التشويش المسرطنة وقامَ بقمع الأسرى هناك والإعتداء عليهم بوحشيةٍ مما أوقعَ ما يزيدُ عن 50 إصابةً بينهم بعد أن قاموا بحرق كافة الغرف كخطوةٍ احتجاجيةٍ دفاعيةٍ تحمي أرواحَهم من الموت البطيء لهذه الأجهزة.

وتابعت:" وهنا أبلغنا السجانَ أن هذا الفعل الإجرامي سيغيرُ طبيعةَ التعامل مع المرحلة و أن الدمَ الذي نزفَ من إخواننا سيتم الردُ عليه من نفس جنس العمل؛ فكان الفدائيُ إسلام وشاحي هو السباقُ لردِ الضيم وصونِ الكرامة ورسمِ ملامح مرحلةٍ جديدةٍ في فرض صراع الإرادات، وهنا أدرك عدونا أنه أخطأ تقديرَ الموقف تجاهنا وأيقنَ أن شعارنا الذي حملناه صار واقعا: لاتفاوض على نسبة الكرامة فهي لا تتجزأ".

وأشار البيان إلى أن تصاعد الأحداث أدى إلى وضع خطة شاملة لخطوة الإضراب المفتوح عن الطعام "معركة الكرامة٢" والذي بدأَ في الثامن من أبريل الحالي بدخول رؤساءِ وممثلي لجانِ الحوارِ للهيئات القيادية.

الحوار

وحول ملف الحوار مع إدارة السجون الصهيونية ذكر البيان بأنه بدأ منذ السابع من أبريل والذي أظهر مراوغتها فقرر الأسرى خوض الإضراب في اليوم التالي بناء على خطة تكتيكية من مسارين؛ الأول الحوار لنيل الحقوق والثاني توسيع دائرة الإضراب كلما تعنت الاحتلال إن اقتضت الحاجة.

وأردف البيان:" استُئنف الحوارُ يوم الثلاثاء التاسع من أبريل على القاعدة ذاتها وكانت الشورى الداخلية شعارُنا حيثُ شارك الكلُ الاعتقاليُ في القرارات وأجواءِ الحوار الداخلي".

من جهة أخرى وجهت الحركة الأسيرة التحية الكبرى والوفاء  "للدماءِ الزكيةِ التي طيبتْ صحراءَ وطننا السليب في سجنِ النقب لإخواننا في قسم 4، وقسم 1 في سجن رامون"، كما ثمنت عاليا موقف قطاع غزة المحاصر شعبا وقيادة والذين أظهروا مسؤولية عالية تجاه ملف الأسرى، بينما وجهت الشكر لأهل الضفة المحتلة والداخل المحتل والأهل في الشتات ولأحرار العالم على دعمهم ومساندتهم، وإلى الأشقاء المصريين لدورهم في نصرة قضايا الشعب الفلسطيني، كما حيّت جهود المؤسسات العاملة في خدمة قضايا الأسرى والمؤسسات الإعلامية المحلية والدولية على دورها في حمل همهم وإيصال صوتهم.

وأضافت:" إننا في الحركة الأسيرة تحركنا ونحن نعلمُ أن لنا سندا ودرعا يحمينا بعد الله، وهو مقاومتُنا الباسلة وغرفتُها المشتركة، وإننا نوصي كلَ شعبنا وأمتنا أن احرصوا على هذه المقاومة التي ضربنا بسيفها عندما وقعَ علينا صلفُ عدونا وجبروته في ليلة المجزرة في سجن النقب، فقد جاء الردُ واضحا من غزة العزة في قلب الكيان، وإننا باسم كل الأسرى نحيي مقاومتنا الباسلة حامية مشروعنا الوطني الفلسطيني وحامية المظلومين والمقهورين والضعفاء".

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020