عائلات أسرى المؤبدات تستثمر مخصصاتهم بمشاريع ناجحة تفاؤلاً بحريتهم
الأسرى
إعلام الأسرى 

رغم الأحكام المؤبدة التي تصدرها المحاكم العسكرية بحق الأسرى الفلسطينيين، والتي تصل إلى مئات السنين، إلا أن هذه الأحكام لا تشكل عائقاً أمام عائلاتهم لاستثمار ما يتم تجميعه من مخصصاتهم الشهرية والتي قررت دولة الاحتلال اقتطاعها، فعائلات الأسرى أظهرت مسؤولية عالية في استثمارها رغم تواضعها، وذلك في مشاريع تعزز الصمود على الأرض الفلسطينية ومقاومة الاحتلال، ففي حين أن الأسرى يصمدون داخل الأسر، تصمد مشاريعهم التي تنفذها عائلاتهم خارج الأسر في انتظارهم.

مكتب إعلام الأسرى يعرض كيف تستثمر عائلات الأسرى مخصصاتهم في إنتاج مشاريع تخم أوطانهم وتفيدهم بعد الحرية، فعائلة الأسير المؤبد سعيد ناصيف من سلفيت، عميد أسرى سلفيت، استثمرت مخصصاته في أرض قرب الجدار وتمت زراعتها منذ أكثر من عشر سنوات بأشتال الزيتون، واليوم أصبحت مثمرة تتحدى الجدار العنصري، وتنتظر صاحبها كي يعانقها.

تقول والدة الأسير سعيد ناصيف، الحاجة أم ذيب" قبل وفاة والده اشترى له هذه الأرض وقام بزراعتها على أمل الإفراج عنه وأن تكون له في قادم الأيام مصدراً يعتاش منه، وبعد وفاة والده نقوم نحن العائلة بالاعتناء بها من تقليم وحراثة وقطف للثمار، وفي كل زيارة يكون حديثنا عن الأرض وحال أشجار الزيتون فيها، فهي بالنسبة لسعيد الوطن والحرية".

تضيف أم ذيب" عندما يسألني عن تفاصيل الأرض أشعر بسعادة مطلقة، فهناك قضية يهتم بها رغم سياسة الحرمان والتغييب التي تمارسها مصلحة السجون بحقه والأسرى، فهذا المشروع بالنسبة لنا كعائلة وكأسير محكوم بالسجن المؤبد الأمل الذي يكسر حاجز اليأس، ويخبرنا أن الحرية مسألة وقت إن شاء الله".

تؤكد والدة الأسير ناصيف بأن ابنها أمضى 17 عاماً أسيراً حتى الآن، ورغم طول هذه المدة إلا أنها زادت من إيمانه بالحرية وأن الأحكام المؤبدة ستذهب أدراج الرياح.

وفي حديثٍ آخر مع عائلة أقدم أسير في محافظة قلقيلية الأسير محمد داود والذي دخل عامه ال32 داخل الأسر، وأحد عمداء الأسرى، اتضح أن عائلته تستثمر مخصصاته في شراء حصص إرثية، يوضح شقيقه وائل" مخصصات الأسرى لها وزنها وقيمتها فهي مجبولة بفاتورة باهظة، فشقيقي فقد أعز الناس في فترة أسره والدي ووالدتي، لذا استثمار مخصصاته كان بالنسبة لنا أمانة في أعناقنا، وهذا ديدن كل عائلات الأسرى، فمنهم من اشترى أرضاً وآخر شقة سكنية وغيرها من المشاريع التي تعطي أملاً للأسير وعائلته".

عائلة الأسير سعيد ذياب والمحكوم بالسجن 27عاماً من مدينة قلقيلية، وأمضى منها 13عاماً، استثمرت مخصصاته بشراء شقة سكنية له، متمنية الإفراج القريب عنه والزواج وتكوين عائلة، يقول والده المريض الحاج أبو السعيد" الأسرى لهم علينا حق، وحتى لو لم يكن لهم مخصصات فهم في مقدمة الناس الذين يدفعون ثمناً باهظاً، ونحن كعائلة أسير نعتبر مخصصاته مقدسة بالنسبة لنا، لذا فحقه محفوظ وزيادة".

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020