بعد قضائه 23 عاماً خلف القضبان ... جنين على موعد مع حرية الأسير تيسير سمودي
الأسير تيسير سمودي
إعلام الأسرى 

تنتظر مدينة جنين بعد يومين، فارساً جديداً من فرسانها أمضى 23 عاماً في سجون الاحتلال ويعتبر أحد عمداء الأسرى، وثاني أقدم أسير من المدينة بعد الأسير رائد محمد السعدي، وهو الأسير تيسير نجيب سامي سمودي(63عاماً).

الأسير سمودي ولد عام 1955، في بلدة اليامون غرب مدينة جنين شمال الضفة الغربية، وبدأت رحلته مع الاعتقال في سجون الأجهزة الأمنية، حيث كان معتقلاً لدى الأمن الوقائي، وبتاريخ 22/2/1996، وحين كان في طريقه من سجن جنين إلى سجن أريحا التابع للسلطة الفلسطينية، أوقفت قوات الاحتلال السيارة التي كان ينقل بها على مدخل أريحا وقامت باختطافه ونقلته إلى مركز تحقيق الجلمة.

تعرض الأسير سمودي لتحقيقٍ قاسٍ لأكثر من ثلاثة أشهر واستخدم الاحتلال بحقه كل أشكال التعذيب والتنكيل، كونه مصنف كأسير خطير وذلك بعد أن وجهت له مخابرات الاحتلال تهمة مسؤوليته عن هجوم بالعبوات الناسفة على معسكر لجيش الاحتلال عام 1995، ولم يكن المعسكر حينها قد تم إخلاؤه وتسليمه للسلطة الفلسطينية.

كما واتهمه الاحتلال بتنفيذ هجوم آخر أدى إلى إصابة جنديين بجروح بالغة قرب بلدة النزلة في طولكرم، عدا عن اتهامه بإعداد كمائن إطلاق نار على دوريات للاحتلال في المنطقة أربكت الاحتلال في تلك الفترة، وأدت إلى إصابة عدد من جنوده.

الأسير سمودي أمضى ثلاث سنوات من اعتقاله موقوفاً، حتى أصدرت محاكم الاحتلال بحقه حكماً بالسجن الفعلي مدة 23 عام، أمضاها كاملة وسيتحرر الخميس القادم بعد أن أوهنت السنوات الطويلة والظروف القاسية جسده، لكنها لم تنل من عزيمته وإرادته وصبره حيث لا يزال شامخاً يتحدى السجان.

الأسير سمودي أصيب خلال سنوات اعتقاله بالعديد من الأمراض كونه كبير في السن، وعاش ظروف قاسية خلال سنوات اعتقاله، وتعرض لإهمال طبي متعمد على يد إداراة السجون التي طاف بها خلال 23 عاماً وأهمل الاحتلال علاجه ورعايته.

الأسر ألحق بالأسير سمودي أمراضاً عدة، فقد أصيب بمشاكل في شرايين القلب، وديسك في الظهر، وصعوبة في التنفس، كما ويعاني من فقدان النظر في إحدى عينيه، وكان تعرض عام 2008 نتيجة الإهمال الطبي وعدم الرعاية الصحية داخل السجون إلى جلطة أدت إلى إحداث صعوبة شديدة في الحركة لإحدى رجليه، ولا زال يعاني من آثارها حتى الآن.

شريف، شروق، شعاع، شموع ينتظرون بفارع الصبر تحرر والدهم، وهو الذي حرموا منه مدة 23 عاماً، وكانوا حينها أطفالاً صغار، واليوم كبروا وتزوجوا وأصبح للأسير سمودي أحفاد بعضهم لم يره قط منذ ولادته، اليوم يتمنى أبناء الأسير سمودي أن يعيش والدهم بعد هذه المعاناة الطويلة في أجواء أسرية آمنة بعيداً عن تنغيصات الاحتلال.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020