الأسير إسماعيل العروج: عقوبة العزل الانفرادي تطارده منذ عامين
الأسير إسماعيل العروج
إعلام الأسرى 

تعتمد إدارة السجون عقوبة العزل الانفرادي كسياسة انتقامية من الأسرى منذ سنوات طويلة، فهي تستهدف عزل الأسير عن زملائه الأسرى وعن المحيط الخارجي، وهي أقسى عقوبة يمكن أن يتعرض لها الأسير، حيث يحتجز الأسرى في زنازين ضيقة وقذرة ويحرم غالبيتهم من زيارة ذويهم، ومن إدخال الاحتياجات الأساسية لهم.

يستفز السجانون الأسير المعزول فلا يسمحون له بالخروج للفورة سوى ساعة يومياً مقيد اليدين، كما ويحرم من كل مقومات الحياة، ولبعض الأسرى يستمر العزل لسنوات، فتتجدد مدة العزل بشكل مستمر من قبل محكمة صورية داخلية، وأحد هؤلاء الأسرى هو إسماعيل عبد الله العروج(35عاماً) من سكان قرية العروج، شرق بيت لحم، وهو يقبع في عزل مجدو.

مكتب إعلام الأسرى ذكر بأن قوات الاحتلال أعادت اعتقال الأسير المحرر العروج بتاريخ 3/3/2014 بعد اقتحام منزله وتحطيمه بحجة التفتيش، وكانت زوجته حاملاً في حينها، وأنجبت خلال اعتقاله طفله الوحيد عبد الله، وقد خضع الأسير العروج لتحقيقٍ عسكريٍ قاسٍ في سجون الاحتلال استمر لأكثر من 40 يوماً، وبعد عام ونصف من اعتقاله أصدرت محكمة الاحتلال بحقه حكماً بالسجن الفعلي مدة أربع سنوات ونصف.

ويضيف إعلام الأسرى بأن الأسير العروج وبعد عامين من اعتقاله أعيد للتحقيق مرة أخرى، ومن أجل ممارسة مزيد من التنكيل والإذلال بحقه أقدمت سلطات الاحتلال على اعتقال زوجته أم عبد الله، وكان طفلها لا يتجاوز عمره العامين وحرم من حنان والدته ورعايتها، وخضعت أم عبد الله للتحقيق والاعتقال لمدة شهر قبل إطلاق سراحها، وذلك تزامناً مع خضوع زوجها لتحقيقٍ مماثل.

لاحقاً، أضافت سلطات الاحتلال لحكم الأسير العروج ثلاث سنوات أخرى؛ بحجة قيامه بنشاطات تخريبية من داخل السجن، ليصبح حكمه سبع سنوات ونصف، وقد أمضى منها حتى الآن أربع سنوات، علماً بأنه كان اعتقل سابقاً، وأمضى خمس سنوات ونصف في الاعتقال الإداري المتجدد.

إعلام الأسرى يسلط الضوء على معاناة الأسير العروج داخل العزل، والذي نقل إليه قبل عامين، بحجة أنه يشكل خطراً على أمن الاحتلال، حيث تنقل في أكثر من عزل، وجددت له محكمة الاحتلال فترة العزل أربع مرات متتالية عبر محاكم صورية داخلية، كما أصدرت قراراً بحرمانه من زيارة ذويه.

الأسير العروج يقبع في الوقت الحالي في عزل سجن مجدو في ظروف صعبة وقاسية مع خمسة أسرى آخرين معزولين يُحتجزون في زنازين صغيرة أشبه بالقبور محرومين من كافة حقوقهم الحياتية كالخروج إلى الفورة أو زيارة ذويهم بشكل منتظم، أو التواصل مع العالم الخارجي، ولا تتوفر إضاءة ولا نوافذ لها وتفوح منها رائحة الرطوبة.

ويفيد مكتب إعلام الأسرى بأن الطعام الذي يقدم للأسرى المعزولين قليل جداً لا يكفي حاجتهم، إضافة إلى أنه يصل في بعض الأحيان سيء وفاسد، عدا عن معاناتهم في فصل الشتاء من البرد الشديد؛ نتيجة النقص في الأغطية والملابس الشتوية ووسائل التدفئة، كما ويتعرضون لعلميات اقتحام وتنكيل بشكل دائم للزنازين، وإذا حاولوا الاعتراض تعتدي عليهم الوحدات الخاصة بالضرب والإهانة.

إعلام الأسرى يشير إلى أن الاحتلال يلجأ إلى عزل الأسير انفرادياً؛ ليخلق منه إنساناً مريضاً مكتئباً ومنطوياً، ويجعله مهملًا لا حول له ولا قوة، ويفرض سياسة القبول بالأمر الواقع عليه، كذلك يهدف العزل إلى إذلال المعتقل وتحطيم معنوياته وكسر إرادته بشكل منظم ومبرمج وإلحاق الأذى النفسي والمعنوي والجسدي به وبذويه المحرومين من رؤيته والقلقين باستمرار عليه وعلى حياته، والأسوأ أنه لا يوجد سقف محدد للعزل الانفرادي، فقد يستمر لشهور، وقد يمتد لسنوات.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020