عقد القران للأسير : نموذجٌ من الوفاء وتحدٍ للسجان وانتهاكاته
الأسرى
إعلام الأسرى 

لا تتوقف حالات الاعتقال وقصص الأسرى عند مدينةٍ أو عائلة أو حمولة، فكل الشعب الفلسطيني ذاق ويلات الأسر، ولا زال مسلسل السجون مستمراً بوجود قرابة السبعة آلاف أسير رهن الاعتقال، لذلك يلجأ الأسير وذويه للهروب من هذا الواقع بتحدي ظروف السجن وخلق فرص الفرح، ومنها احتفالات عقد القران لأسيرٍ لا يزال رهن القيد.

يشكل عقد القران للأسير وهو غائب خلف القضبان وقبول فتاة بأسير يقبع خلف القضبان وقبول عائلتها، نموذجاً من الوفاء للأسير ورسالة تحدٍ للسجان، فهذا تطبيق عملي للوفاء، وليس شعاراً أو يافطة ترفع هنا وهناك، فالفتاة المقبلة على الاقتران بأسير تضحي من أجل سعادة أسير فرض عليه السجان عقوبة ظالمة.

الأسير الإداري نور الدين داود من سكان قلقيلية، عقد قرانه وهو داخل الأسر، مكتب إعلام الأسرى يوضح تعقيب الأسير نور الدين داود حول هذه الفرحة كما تنقله عائلته، تقول" الاعتقال الأخير كان مختلفاً عن كل الاعتقالات، من حيث إنجاز عقد القران، القران ، فالاعتقالات المتوالية والمتكررة منعت الأسير نور الدين من إنجاز هذه الفرحة، ولا يكاد يصدق أنه نجح وهو خلف القضبان بعقد القران".

يضيف الأسير نور الدين في حديثٍ تنقله عائلته" عائلة الفتاة لم يعترضوا على اعتقال نور وتكرار الاعتقال كذلك، وظاهرة عقد القران للأسرى داخل الأسر تكررت بشكل كبير، بحيث أصبح للأسير أمل بالزواج، إلى جانب أن هناك من يقترن به بالرغم من ألم الاعتقال والحكم الذي تصدره المحاكم العسكرية، وخاصةً الاعتقال الإداري الذي يعتبر اعتقالاً مجهول النهاية، فيتم التنغيص على الأسير في كل محطة إفراج تقترب، من خلال سياسة التمديد، فقبل يومين من موعد الإفراج عن نور مثلاً، مددت المخابرات الاعتقال الإداري بحقه مدة ستة أشهر إضافية للمرة الثانية".

تضيف عائلة الأسير داود" فرحة الأسرى بعقد قران نور فاقت التصور، وتم تنظيم حفلة مباركة وتهنئة له وكأنها حفلة في سماء الحرية، وشعر بسعادة لا توصف كونه أدخل السعادة لنفسه وعائلته وزملاء الأسر، فعقد قرانه كان مناسبة لهم للفرحة والسعادة".

شقيق الأسير نور الدين داود، محمد قال في حديثٍ لمكتب إعلام الأسرى" عقد قران شقيقي الأسير نور أدخل الفرحة لقلب والدتي قبل وفاتها، وهذا خفف علينا كثيراً وعلى كل أفراد العائلة، فأسر شقيقي نور جعلها في حالة حزن، أما عقد قرانه وهو في الأسر فقد أعاد لها الحياة من جديد".

الجدير ذكره أن الأسير نور داود اعتقل بتاريخ 30/7/2018، وبعد شهر من اعتقاله عقد قرانه، وقبل شهر من انتهاء تاريخ الاعتقال الإداري الأول توفيت والدته، وتم تجديد الاعتقال الإداري له قبل أيام، مدة ستة أشهر إضافية.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020