الكاميرات الأمنية: من أثقل القيود التي تجعل الأسيرة تحت المجهر
الأسرى في سجون الاحتلال - كاميرات مراقبة
إعلام الأسرى 

منذ أكثر من أربعين يوماً والأسيرات في سجن الدامون يخضن إضراب الفورة، المتمثل بعدم الخروج إلى ساحتها، بعد قرار تركيب مصلحة السجون كاميرات أمنية في الساحة، ما قيد حريتهن في التعرض للشمس، وقد رفضت مصلحة السجون بعنصريتها إزالة الكاميرات.

الأديب المحرر وليد الهودلي والذي قضى في الأسر قرابة الأربعة عشر عاماً يقول معلقاً على إضراب الأسيرات عن الفورة"لم تعد كاميرات اليوم مثل كاميرات الأمس مع هذا التطور الهائل في عالم التصوير، أصبحت اليوم صورة نابضة حية تكاد الصورة تقول أنا لست صورة، بل أنا المشهد حياً كما هو، واليوم تريد شرطة السجون الاحتلالية وضع هذه الكاميرات فوق رؤوس نسائنا المعتقلات في سجونهم، لنقل وبث كل حركة وسكنة".

يضيف الهودلي"لا يخفى على أحد أن هذا سجن جديد داخل السجن، إذ لا يكفيهم أن تقيد المعتقلة بالجدران العاتية والأقفال الحديدية لبوابات ثقيلة متعددة ونوافذ ضيقة تتقطع من خلال دوامر حديدية عريضة وقيود في اليدين والرجلين عند كل حركة للعيادة مثلاً أو الزيارة، أو النقل عبر البوسطة المؤلمة من سجن لآخر".

ويبيّن الهودلي"مع كل هذه القيود المدمرة لنفسية المعتقلة، أضافوا هذا القيد الجديد، والذي يعتبر أثقل من كل تلك القيود، لتصبح المعتقلة تحت المجهر وتحت البث المباشر على مدار الساعة بكل سكناتها وحركاتها، ماذا يريدون أن يكتشفوا غير الذي اكتشفوه في مرحلة التحقيق حيث تخضع كل أسيرة إلى فترة من التحقيق القاسي ليمحص ما في صدرها من أسرار وأفكار، وبعد اكتمال ملف التحقيق هل ثمة أمور أخرى تريدها تحقيقاتهم الأمنية".

ولفت الهودلي قائلاً"لا تكتشف أي جديد على هذا الصعيد ولكنها عملية تنكيلية لا أكثر ولا أقل، هي إمعان في احتقار المرأة الفلسطينية وإمعان في تصنيف الإنسان الفلسطيني بأنه ليس من جنس البشر، ولا يستحق أن يعامل كإنسان".

ويتابع الهودلي قائلاً"هذا دليل قاطع على أنهم لا يعطون أي اعتبار لثقافة وعادات وتقاليد الآخر الذي يحتلونه، إذ من المفروض لأمة تحترم نفسها أن تحترم غيرها بمكوناته الثقافية، ومن المعروف أن للمرأة والأعراض اعتبار خاص في ثقافة العرب، هم يدوسون الآخر ولا يعطون أي اعتبار لأي شيء، هم لا يرون إلا أنفسهم، هم الإنسان الراقي والأفضل والذي يستحق كل الاعتبار، بينما الفلسطيني عندهم مجرد كائن حي لا يستحق الحياة كالصراصير والبعوض والأفاعي، فماذا يعني لديهم انتهاك خصوصية المرأة الفلسطينية، وماذا يعني لهم الإنسان الفلسطيني، سوى أنه غير جدير بأدنى درجات الاعتبار أو الاحترام".

وختم الهودلي حديثه بالقول"لن تقبل حرائرنا هذه الجريمة المفتوحة، أن يوضعن تحت مجاهرهم، وستبقى حالة نضالية مفتوحة في مواجهة هذه السادية المفرطة، وليضاف إلى سجلاتهم الإجرامية، المزيد من هذا الطغيان".

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020