كي لا ننسى: شروق دويات 3 سنواتٍ من آلام الإصابة تقابل بسياسة الإهمال الطبي
شروق دويات
إعلام الأسرى 

منذ 3 سنوات لا تزال أم إبراهيم دويات تناضل وحيدة لتوصل قضية ابنتها للجميع، حتى لا تصبح شروق قصةً منسية، وحتى تبقى صورتها ماثلة في الأذهان، تُذكر الجميع بثلاث سنواتٍ مسروقةٍ من عمرها وأحلامها، تخبرهم عن ما يقارب 33 يوماً لم تستنشق فيها ابنتها هواءً نقياً ولم تر ضوء الشمس، حرباً برفقة أسيراتٍ أخريات ضد قرار تشغيل كاميرات ستقيد حريتهن وسيترتب عليها تنازلات أخرى أكثر قسوة لاحقاً.

وحدها أم إبراهيم دويات تستيقظ صباحاً لتقنع نفسها أن كل هذا حلم، فقد صدر الحكم التعسفي بحق ابنتها وحزن عليها الجميع لأيام، وربما استذكر بعضهم صورتها لأسابيع، غير أن الألم حكرٌ على عائلتها، على ما يقاسونه وحدهم في الزيارات، وعلى تركها في كل زيارة هناك في السجن والعودة للبيت.

قبل ثلاثة أعوام، كانت شروق إبراهيم دويات(20عاماً) لا تزال في بداية خط سيرها نحو تحقيق أحلامها، طالبةً في جامعة بيت لحم، واليوم أسيرةً في سجن هشارون، وأسيرةٌ بحكم تعسفي والأعلى مقارنة بباقي الأسيرات.

في مثل هذا اليوم تحديداً، في السابع من شهر أكتوبر، أطلق مستوطن النار على شروق منهياً خط أحلامها بذلك، أصيبت شروق بجراحٍ بالغة، ثم اعتقلها الاحتلال، وفيما بعد أصدرت محكمة الاحتلال بحقها حكماً قاسياً يقضي بالسجن الفعلي مدة 16 عاماً، والتهمة، محاولة تنفيذ عملية طعن.

في ذكرى دخولها عاماً جديداً، يسلِّط مكتب إعلام الأسرى الضوء على معاناة الأسيرة الجريحة شروق دويات، من سكان قرية صور باهر، في القدس المحتلة، تذكيراً بقضيتها، فقد اعتقلت بتاريخ 7/10/2015، خلال توجها للصلاة في المسجد الأقصى المبارك، حين أطلق المستوطنين النار عليها، وأصابوها بالرصاص في الصدر والكتف والرقبة.

نتيجة إطلاق النار عليها من مسافة قريبة، أصبحت حالة الأسيرة دويات خطيرة، وذلك بعد أن حاولت الدفاع عن نفسها من محاولة نزع حجابها، باستخدام حقيبة يد كانت بحوزتها، ورغم ذلك وجهت لها نيابة الاحتلال تهمة محاولة طعن مستوطن في ذلك الوقت.

الاحتلال نقل الأسيرة دويات بعد إصابتها إلى مستشفى هداسا عين كارم، لتلقي العلاج، ولم يراعِ فيها سنها الغض ولا إصابتها الخطيرة، فقد كانت مقيدة بسرير المستشفى، وتحت حراسة مشددة، وقد أجريت لها عملية جراحية تم خلالها ترميم شريان يدها الذي قطع جراء إطلاق النار، وبعد شهر من مكوثها في المستشفى، وقبل أن تتعافى بشكل كامل، نقلها الاحتلال إلى سجن هشارون للنساء، ولا تزال تقبع في السجن منذ ثلاثة أعوام.

بعد عامٍ من التوقيف، أصدرت المحكمة المركزية الإسرائيلية في القدس بحق الأسيرة دويات، حكماً قاسياً يقضي بالسجن الفعلي مدة 16 عاماً، وذلك بعد أن أجّلت محاكمتها عشرات المرات، وتعتبر اليوم أعلى الأسيرات حكماً، فقد أدانتها المحكمة بشكل رسمي بالشروع في قتل إسرائيلي طعناً بالسكين، مما أدى إلى إصابته بجروح متوسطة بداية انتفاضة القدس الحالية.

عائلة الأسيرة دويات استنكرت الحكم الصادر بحق ابنتهم واعتبرته انتقامياً وردعياً، لأن الأساس الذي بُني عليه هو باطل وغير صحيح وملفق، فالاحتلال أرفق مع ملفها شهادات كاذبة ضدها، فقد أدعى أنها حاولت طعن مستوطن من قبل عشرات المستوطنين في حين أنه لم يتواجد في المكان يوم الحادث سوى مستوطن واحد فقط ، فكانت التهمة التي أحيلت لها تمهيداً لإصدار حكم عالي بحقها.

مرت ثلاث سنوات على اعتقال الأسيرة دويات، إلا أنها لا تزال تعاني حتى الآن من أثر إصابتها بالرصاص حين اعتقالها، وهي لا تتلقى علاجاً مناسباً أو معاملة خاصة خلال عمليات النقل بسيارة البوسطة الحديدية، والتي تزيد من آلامها.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020