تكرر الاعتقال : هاجسٌ انتقامي يعاني منه الأسرى ويعرقل حياتهم
الاعتقال
إعلام الأسرى 

كثير من الأسرى يُعتبرون نموذجاً للملاحقة الأمنية، الملاحقة التي لا تتوقف وتعطل حياتهم؛ بهدف الانتقام منهم؛ لرفضهم الاحتلال ومقاومته بكافة الوسائل، الأسير الشاب محمد يوسف اللحام، من سكان مخيم الدهيشة للاجئين، أحد الشبان المستهدفين من قبل قوات الاحتلال بالملاحقة والاعتقال رغم صغر سنه؛ فهو معتقل منذ 15 شهراً، ولا زال قيد التوقيف وانتظار قرار المحكمة العسكرية بحقه، حيث عُقدت عدة جلسات للنظر في اعتقاله وقضيته.

الأسير محمد اللحام (22عاماً) اعتقل للمرة الثانية، بعد شهرين من الإفراج عنه للمرة الأولى، وخضع لتحقيقٍ مكثف لمدة شهر في زنازين التحقيق، وبعدها خرج إلى منزله بعد إنكاره التهم الموجهة إليه، ليتم اعتقاله مرة أخرى ويُزج في غياهب الاعتقال بحسب شقيقه باسل، حيث نُقل إلى سجن نفحة الصحراوي.

الأسير اللحام يرفض التعامل مع المحكمة ويعتبرها غير شرعية، وهو من بين عشرات الشبان المعتقلين لدى قوات الاحتلال من مخيم الدهيشة، والذين يستهدفهم الاحتلال بشكل شبه يومي بحملات مداهمة وتوغلات عسكرية لا تنتهي، ودائماً يتم فيها اعتقال الشبان، وغالباً ما يسقط جرحى خلال المواجهات، ويرتقي الشهداء الذين يبلغ عددهم ستة خلال عامين فقط من الزمن.

إحصائيات

تشير إحصائيات رسمية إلى أن عدد الأسرى من مخيم الدهيشة يتجاوز 80 معتقلاً على الأقل، بينهم نحو 20 قيد الاعتقال الإداري، وعدد منهم ليس بالقليل يتم إعادة اعتقاله في فترات وجيزة ما بين فترات اعتقاله، كحالة الشاب اللحام وكذلك الشاب يزن الجعيدي الذي جرى تحويله إلى الاعتقال الإداري بعد سبعة أشهر من اعتقاله الأول الذي استمر لسنة ونصف، وكذلك الشاب حسن محمد الزغاري الذي اختطفته قوات من المستعربين من مكان عمله في أحد مطاعم مدينة بيت جالا بعد أن أفرج عنه من اعتقاله الأخير البالغ نحو ثلاث سنوات، ولاحقاً، وبعد عدة أشهر جرى اعتقاله من جديد، وهو الاعتقال الثالث، ولم يتعدَ عمره 21 عاماً.

وكذلك الشاب محمد شاهين البالغ من العمر 21 عاماً والذي اعتقل قبل نحو الشهرين، بعد أن أمضى مدة اعتقاله البالغة عام وثلاثة أشهر في الأسر، وكانت الفترة التي أمضاها خارج السجن بين فترتي الاعتقال أربعة أشهر، وهو يَمثل الآن أمام المحكمة العسكرية في عوفر، وهذا ما حصل مع الأسير مصطفى عطية الحسنات الذي أمضى نحو العامين، وبعد الإفراج عنه بأربعة أشهر اعتقل إدارياً لمدة ستة أشهر، وكان ذلك قبل نحو الشهرين.

أما الأسير عبد الله رمضان الذي اعتقل على الأقل ثلاث مرات، وطارده الاحتلال لأكثر من عامين، فقد اعتقل قبل ستة أشهر، حينما هاجمته قوة مستعربة وهو يغادر أحد المحلات التجارية، وأصابوه في قدمه بشكل متعمد بعد السيطرة عليه، وخضع للعلاج في إحدى المشافي الإسرائيلية لأكثر من شهرين، وحُكم عليه قبل عدة أيام بالسجن الفعلي لمدة عام.

وكذلك الأسير المحامي باسل مزهر والذي أمضى قيد الاعتقال الإداري مدة سنة وعامين، وأفرج عنه قبل تسعة أشهر ليعتقل مرة أخرى قبل عدة أيام، وكذلك الأسير شهاب مزهر البالغ من العمر 45 عاماً، فقد اعتقل لعدة مرات متتالية من بينها أكثر من ست سنوات قيد الاعتقال الإداري، كان آخرها قبل شهرين، مدة ستة أشهر.

إن حصر هذه الحالات بالكامل أمر صعب؛ نظراً لكثرة الاعتقالات، وتكرار هذه الحالات في ملاحقة الشبان، وهي حالات لا تتوقف، وتترك أثرها بالتأكيد على حياة الأسرى العملية والأكاديمية، فهناك شبان تعرقلت لحظات تخريجهم من الجامعات جراء الاعتقالات المتلاحقة.

شقيق الأسير محمد اللحام، باسل يلوم وسائل الإعلام لعدم متابعة قضيته، فكتب يقول"محمد يوسف اللحام، أسير للمرة الثانية، بعد قضاء شهر في أقبية التحقيق في ظروف قاسية ليعود لمنزله منتصراً، وأعاد الاحتلال اعتقاله بعد شهرين من الإفراج عنه، مضى على اعتقاله 15 شهراً وما زال موقوفا حتى اللحظة، محمد شاب منسي من قبل أصحاب المنابر حتى أن البعض يشعرك أنه متفاجىء بوجود محمد في السجن والفكرة هنا ليست للعتاب، الفكرة تكمن في تجاهل الأسير.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020