ذوو الأطفال الأسرى ينقلون روايات ومشاهد مرعبة ترتكبها وحدة اليماز بحق أبنائهم
الأسير الفتى أحمد عيسى صبري
إعلام الأسرى 

تتفتح مواجع كثيرة في الدقائق المعدودة لزيارة ذوي الأسرى أبنائهم في معتقلات الاحتلال، فهي زيارة تبادل الجراح وسماع التفاصيل المؤلمة عن الحياة داخل مدافن الأحياء، وبمراقبة ضباط مصلحة السجون الذين يرقبون كل حركة وحرف داخل الزيارة.

والدة الأسير الفتى أحمد عيسى صبري (15عاماً) من سكان قلقيلية، تروي لمكتب إعلام الأسرى تفاصيل مؤلمة يسردها نجلها الأسير أحمد والمحكوم بالسجن مدة عشرة أشهر بتهمة إلقاء الحجارة على جنود الاحتلال قرب المعبر الشمالي لمدينة قلقيلية.

تضيف والدة الأسير أحمد"نحن نزور أحمد في سجن مجدو في قسم الأشبال، ويروي أحمد لنا ما يحدث عندما تدخل عليهم ما تسمى بوحدة اليماز المتوحشة، حيث يقتحم أفراد الوحدة الغرف بصورة مفاجئة، ويكون عدد المقتحمين من أفراد القوة بعدد أفراد الغرفة من الأسرى الأطفال، وبدون تفاهم يتم إلقاء كل أسير على الأرض وتقييده، وكل من يظهر حركة صغيرة أثناء تواجد القوة داخل الغرفة، حتى لو كان صوت شهيق أو زفير مرتفع، تكون النتيجة الفورية، الضرب بقوة بدون شفقة أو رحمة، وبسرعة البرق".

تصف أم أحمد شعورها حين معرفة الحياة التي يعيشها نجلها في الأسر، تقول"عندما أسمع رواية ابني عن هذه المشاهد، أخفي عواطفي أمامه، وأحاول أن أستعيد قواي أمامه، فمن يسرد هذه الأحداث هو ابني، وأنا لا أستطيع أن أفعل شيء أمام هذه الجرائم التي تحدث في غرف الأطفال الأسرى، من دولة تدعي أنها ديمقراطية وتحترم الإنسان".

تواصل أم أحمد حديثها قائلة"يصف الأطفال الأسرى في الزيارة لعائلاتهم أشكال أفراد القوة المتوحشة، فأجسامهم ضخمة بعضلات مفتولة ونظرات مريبة وأدوات قمع مثل عبوات رش الغاز والفلفل والعصا الكهربائية وغيرها من الأدوات، ونحن كعائلات أسرى نصاب بالصدمة، فهذه الوسائل لا تستخدم ضد عصابات مسلحة أو جيوش في معركة، بل مع أطفال أسرى أجسامهم ضعفت من إجراءات مصلحة السجون، ومع ذلك يكون أمام الطفل الأسير جندي مدجج بالسلاح والإرهاب النفسي".

تبقى تفاصيل الزيارة وما جرى فيها من سرد للأحداث في مخيلة أم أحمد حتى موعد الزيارة الثانية، تقول"، أبناؤنا في سجون قاسية، وعندما نعتلي الحافلة عند العودة من الزيارة بعد عذاب الفراق، تبدأ أمهات الأسرى وآبائهم بالحديث عن حياة أولادهم في مثل هذه الظروف، فترى مشهد الأم التي تبكي، والأخرى التي تسارع بالدعاء رافعة أكفها داخل الحافلة متوجهة إلى الله تعالى ليخفف عنهم جميعاً، والبعض يكثر من التسبيح والاستغفار".

أما عيسى صبري، والد الطفل الأسير أحمد، والمحروم من زيارته بسبب المنع الأمني يقول في حديثه لمكتب إعلام الأسرى"خلال محاكمة ابني أحمد توجهت إلى محكمة سالم، وشاهدت معاملة جنود الحراسة مع الأسرى، ومن ضمنهم الأسرى الأطفال، وهي باختصار معاملة عنصرية قاسية تهدف إلى خلق حالة من الصدمة النفسية لدى الأسير وذويه إذا كانوا متواجدين في قاعة المحكمة".

يضيف صبري"محاكمة الأطفال في محاكم عسكرية هي جريمة حرب، واقتحام غرفهم بوحدات مدربة على القتل أيضاً هي جريمة حرب مرعبة، وعلى جمعيات حقوق الإنسان التحرك الفوري لإنقاذ الطفولة الفلسطينية داخل السجون".

تجدر الإشارة إلى أن الاحتلال يعتقل في سجونه قرابة ال400 طفل دون سن ال18، وهم يحاكمون في محاكم عسكرية مخالفة للقانون الدولي واتفاقية حقوق الطفل العالمية التي تحظر محاكمة الأطفال في محاكم عسكرية، وتصدر هذه المحاكم أحكاماً بالسجن لعدة سنوات بحق الأسرى الأطفال، ومن ضمنهم عدة أسيرات قاصرات.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020