عائلة الأسير المريض لؤي داود تعيش نكبةً بعد خبر فقدانه الرؤية في عينه اليسرى
الأسير المريض لؤي داود
إعلام الأسرى 

تعيش والدة الأسير المريض لؤي صبحي فريج داود (44عاماً) الحاجة أم بلال من سكان مدينة قلقيلية، نكبةً صعبةً؛ فهي لا تستطيع مغادرة التفكير بابنها المريض لؤي، بعد أن وصلها من المحامي أنه فقد الرؤية كاملة في عينه اليسرى، وأن الرؤية في عينه اليمين ضعيفة جداً، لا يكاد يرى فيها إلا من مسافة قريبة وفي النهار.

تقول الحاجة أم بلال التي فقدت ابنها بلال في ريعان شبابه؛ نتيجة مرضٍ ألم به بصورة مفاجئة في حديث مع مكتب إعلام الأسرى"أتذكر حال ابني لؤي داخل الأسر، وتنتابني الأحزان، فأنا عايشت ابني في السجون منذ صغره من الانتفاضة الأولى عندما اعتقل طفلاً لعدة أيام وانهالوا عليه بالضرب، وبعدها أصبح مقيماً في السجون لمدة تزيد عن ال13 عاماً، ثم جرى إبعاده إلى غزة عام 2003، وعاد إلى قلقيلية في العام 2005، ولم تتوقف الاعتقالات بحقه، حتى الاعتقال الأخير في شهر آذار الماضي".

تضيف أم بلال"اليوم هو موقوف بتهمة مقاومة الاحتلال، والنيابة العسكرية تريد الانتقام منه من خلال المطالبة بسجنه عدة سنوات تصل إلى سبع سنوات، وحالته الصحية متردية نتيجة أمراض كثيرة منها السكري والضغط والتهابات في العظام ومرض في عينيه، حيث يحتاج إلى زراعة قرنية وإلا فقد البصر كاملاً، وأول آثار السجن هي فقدانه البصر في عينه اليسرى بعد فحصه من قبل طبيب السجن".

تتذكر الحاجة أم بلال الفترة التي سبقت اعتقاله عندما كانت تنتظره على صلاة الفجر كي ترافقه للمسجد القريب وتساعده؛ كي لا يقع في حفر الشارع، تقول"كنت أستيقظ قبله وأقف على الباب الرئيسي قبل أن يخرج إلى صلاة الفجر، وأراقب حركته وأساعده كي يصل بسلام للمسجد، وعند العودة يعود مع أصدقائه، واعتقاله زاد من خوفي وقلقي عليه، فنحن كعائلة لا نعرف للفرح طريقاً".

زوجته المربية أم العبد تتسلح بالصبر والإيمان وتواسي أطفالها بأن والدهم سيعود سالما ًغانما ًبالرغم من المرض والأسر، تقول في حديثها لإعلام الأسرى"الاحتلال لم يرحم زوجي ففي كل عامٍ تقريباً كان هناك اعتقالٌ له، وهذه المرة كان الانتقام منه واضحاً عندما اعتقله ضابط المخابرات وأخبره بأن هذه المرة ستكون طويلة، فهم لا يتركونه وشأنه، وقبل اعتقاله عرضوا عليه الإبعاد خمس سنواتٍ إلى الخارج ورفض؛ لأنه يحب وطنه ويرفض أن يُبعد عنه".

تتابع أم العبد حديثها"يسألني أطفالي عن مصير والدهم، وعند الإجابة احتار من أي كلمة أبدأ معهم الحديث، هل عن مرضه وفقدان بصره، أم عن لائحة الاتهام المفبركة ضده من انتقام المخابرات الإسرائيلية منه من سنوات اعتقاله الطويلة وقضاء زهرة شبابه في السجن، أم عن وجع والدته التي لا تعرف للحياة طعماً بعد اعتقاله".

تقول زوجة الأسير لؤي داود"الكل في البيت في حالة طوارئ؛ فزوجي قدم ضريبة باهظة من عمره داخل الأسر ومع ذلك لا يتركه الاحتلال، وهو ينتظر محاكمة ظالمة تطالب فيها النيابة العسكرية بسجنه عدة سنوات بطلب من المخابرات الإسرائيلية؛ حتى يبقى مغيباً داخل الأسر، مع أن وضعه الصحي لا يسمح له بممارسة أي عمل ضد دولة الاحتلال".

وتواصل المربية أم العبد حديثها بالقول"كنا نحلم قبل الاعتقال ببناء بيتٍ لنا والاستقرار فيه، إلا أن الاحتلال يقتلنا باعتقاله ويقتل أحلامنا وأحلام أطفالنا، فعائلة الأسير هي أيضاً في الأسر ولكن بطريقة مغايرة، فجميع حياتها معطلة مع استمرار اعتقال رب الأسرة فيها، وعند سؤال أطفالي لي عن البيت الجديد تفر الدمعات من عيني لعجزي عن الإجابة، فلعل قادم الأيام يكون فيه الجواب الشافي والكافي لتساؤلات أطفالي".

الابن البكر للأسير لؤي داود، عبد الرحيم(15عاماً) أكد لمكتب إعلام الأسرى بأنه يود من الصحافة أن تهتم بقضية والده، يقول"والدي لم يعرف طعم الحرية طويلاً، ومن حقه أن يكون حاضراً في كل المحافل، أتذكر ماذا قال لي في الزيارة الأخيرة"تحدثوا مع الصحفيين عن حالتي فوضعي الصحي وخصوصاً الرؤية لدي في خطرٍ حقيقي".

ينتظر الابن عبد الرحيم الإفراج عن والده الأسير المريض، فمنذ طفولته وهو بعيدُ عنه، وقد قال في نهاية حديثه"الاحتلال لم يرحمنا جميعاً ولا زال يمعن في عذابنا".

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020