الطالبة علا مرشود : رحلة عذاب من الاستدعاء إلى الاعتقال وصولاً لانتظار الحكم
الطالبة علا مرشود
إعلام الأسرى 

يتعمد الاحتلال الإمعان في زيادة عذاب الأسيرة الموقوفة وطالبة الإعلام عُلا مرشود، عبر الاستدعاء والاعتقال والتحقيق القاسي، مكتب إعلام الأسرى ينقل بجملة من التفاصيل ما تعرضت له الأسيرة مرشود عند اعتقالها الذي بدأ باتصالٍ هاتفي، وانتهى في زنازين وسجن الدامون، ويروي تفاصيل انتهاكات الاحتلال بحقها خلال التحقيق.

استدعاءٌ بالهاتف

في الحادي عشر من شهر مارس لهذا العام، قرابة الساعة الواحدة بعد الظهر، قام ضابط من مخابرات الاحتلال بالاتصال بعم الأسيرة علا مرشود، يبلغه بطلب استدعائها إلى مركز تحقيق حوارة، وفي ذات اليوم، وصلت علا وعمها إلى مركز تحقيق حوارة حوالي الساعة الثالثة بعد الظهر.

انتظرت علا وعمها قرابة ساعتين قبل حضور ضابط عرّف عن نفسه باسم الكابتن حسن، وأبلغهم أن الكابتن الذي اتصل بهم مشغول الآن، ولذلك يجب على علا البقاء في المركز لعدة أيام حتى وصوله.

رفض عم علا إبقائها في المركز وأخبر الضابط أنه سيأخذها إلى البيت، ثم سيعيدها عندما يصبح الضابط الآخر موجوداً، وبعد نصف ساعة من النقاش ما بين الجندي وعم علا، رفض الجندي طلب العم بأن يصطحب علا معه إلى المنزل، وقال أنه على علا البقاء في مركز حوارة، ليعتقل الاحتلال الطالبة علا مرشود(21عاماً)رغم عدم صدور مذكرة اعتقال بحقها، وتم نقلها إلى غرفة وتفتيشها ثم تكبيلها وعصب عينيها.

التحقيق والتعذيب

نقل الاحتلال علا من مركز توقيف حوارة إلى مركز تحقيق بتاح تكفا، ونقلها عند وصولها هناك مباشرة إلى زنزانة مزودة بكاميرات، وقد حاول جنود الاحتلال تفتيشها في تلك الزنزانة، فبدأت علا بالبكاء والصراخ على الجنود رافضة للتفتيش العاري.

وبالرغم من بكاء علا وصراخها قامت مجندة بتفتيشها في نفس الزنزانة، بعد ذلك تم نقل علا إلى زنزانة أخرى حيث أمضت معظم فترة التحقيق، كانت تلك الزنزانة بمساحة 2*2 متر، فيها حمام من دون باب، وكان فيها أيضاً دش لم تستعمله علا لكونه مكشوفاً.

الزنزانة كانت تحت الأرض ولذلك لم يكن فيها فتحات تهوية، كان الضوء في الزنزانة برتقالياً، ويترك مضاءً طول الوقت، وكان فيها مكيف هواء يترك معظم الوقت على درجات حرارة منخفضة جداً.

جلسات التحقيق

بدأت جلسات التحقيق بعد نصف ساعة من وصول علا إلى مركز تحقيق بتاح كفا، واستمرت على مدار 17 يوماً، وبمعدل ثلاث إلى أربع جلسات تحقيق يومياً تستمر كل جولة لحوالي ساعتين.

خلال تلك الجلسات كان يحقق مع علا حوالي 10 محققين، مستخدمين كافة الأساليب المستفزة والمهينة مثل:الرقص أمامها، مناداتها بكلمات وأسماء مسيئة، تهديدها بمنعها من العودة إلى مقاعد الدراسة، تهديدها بالاعتقال الإداري، تهديدها باعتقال أختها وأخوها وغيرها من أساليب التعذيب النفسي.

بعد 15 يوماً قرر المحقق معاقبة علا بنقلها إلى 3 زنازين مختلفة في نفس اليوم، وفي اليوم السابع عشر، قاموا بإحضار شاب إلى غرفة التحقيق المجاورة لغرفتها، وأجبروا علا على النظر إليه من خلال نافذة، ثم أخبروها أنه يتكلم عنها، ولذلك عليها الاعتراف بالتهم المنسوبة لها.

خلال ال 17 يوماً، كان يتم نقل علا كل نهاية أسبوع إلى سجن الجلمة أو سجن عسقلان، وذلك لعدم وجود مجندات في مركز تحقيق بتاح تكفا، وكانت عملية النقل مرهقة جداً لعلا وتتخللها ساعات انتظار طويلة، وبعد انتهاء ال17 يوماً صدرت قائمة التهم بحق علا، وتضمنت بشكل أساسي، التحريض عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

الاقتحامات المنزلية

في اليوم الثامن من اعتقال علا وعند حوالي الساعة الثانية بعد منتصف الليل، دخل الجنود إلى زنزانتها وأجبروها على ارتداء ملابسها، ومن ثم كبلوها وأخذوها إلى نقطة عسكرية بالقرب من نابلس.

عند وصول علا إلى تلك النقطة العسكرية قاموا بإعطائها سترة واقية من الرصاص وقبعة مخصصة للجنود، بعد ذلك قاموا بتكبيل علا بـإحدى المجندات ومن ثم أخذها لمداهمات عسكرية ليلية، حيث شهدت عملية اعتقال شابين من نابلس.

بعد ذلك نقل الاحتلال علا في جيب إلى مكان سكنها وطلب منها أن تمشي إلى بيتها، فقامت علا بالذهاب إلى البيت وقرعت الباب، ولكن قبل أن يجيب أحد من المنزل قام الجنود باقتحام المنزل، كان عم علا وأختها وأخوها في داخل البيت.

أًجبر الجنود الجميع على الذهاب إلى غرفة الجلوس والبقاء فيها، ثم طلب من علا إيجاد هاتفها النقال وإحضاره، فلم تتمكن علا من إيجاد هاتفها وبالمقابل قام الجنود بتفتيش المنزل، وإتلاف ممتلكاته ومصادرة هاتف أختها شروق، وحتى اليوم لا تزال علا قيد التوقيف في انتظار قرار نهائي بخصوص قضيتها.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020