في سجون الاحتلال: أجواء رمضانية مميزة للأسرى تعكر صفوها ممارسات السجّان
الأسرى في رمضان
إعلام الأسرى 

يستقبل الأسرى شهر رمضان هذا العام بأوضاع قاسية، فلا يزال جزءٌ كبيرٌ من الإجراءات العقابية التي فرضت عليهم عقب الإضراب الأخير الذي خاضه المئات منهم ل40 يوماً جاثماً على صدورهم، مما ينغص ويعكر أجواء رمضان داخل السجون، ويحرم الأسرى من لذة العبادة.

مكتب إعلام الأسرى بيّن بأن الأسرى في كل عام ينتظرون شهر رمضان بفارغ الصبر فهم يكسرون روتين الحياة داخل السجن فيتفرغون للعبادة، وقراءة القران، وقيام الليل، ويستغلون كل دقيقه منه في الابتهال إلى الله بالدعاء بتفريج كربهم، والتزاور فيما بينهم، وصناعة الحلويات وغيرها.

وأوضح إعلام الأسرى بأن سلطات الاحتلال، وإدارة سجونها لا يروق لهم أن يروا الأسرى سعداء فرحين بقدوم هذا الشهر الفضيل، وأن يستغلوه في العبادة، لذا يتعمدون في كل عام التنغيص عليهم في هذا الشهر المبارك، وكسر فرحتهم، وتنفيذ الإجراءات التي من شأنها أن تعكر صفو هذا الشهر، وتلهيهم عن العبادة فيه، فلا يشعروا بخصوصية شهر رمضان.

الاحتلال يصعيد عمليات الاقتحام والتفتيش والاستنفار الدائمة التي تمارسها الإدارة بحق الأسرى تحت حجج وذرائع واهية، والتي تستمر أحياناً منذ الصباح وحتى موعد الإفطار، أو تبدأ بعد الإفطار وتنتهي بعد أذان الفجر بعدة ساعات، أو عمليات النقل بدون مبرر، وكذلك حرمان الأسرى من أداء صلاة التراويح بشكل جماعي في ساحة السجن، مما يضطر الأسرى إلى أدائها داخل الغرف بشكل منفرد.

إعلام الأسرى نوّه إلى أن رمضان يأتي هذا العام في ظل استمرار العقوبات التي فرضتها إدارة السجون على الأسرى خلال الإضراب الأخير الذي خاضوه في نيسان من العام الماضي واستمر 40 يوماً للمطالبة بحقوقهم المشروعة، ومنها حرمان المئات من زيارة ذويهم، وكذلك العزل الانفرادي لعدد من الأسرى، واستمرار وجود أجهزة التشويش التي وضعتها الإدارة للتشويش على اتصالات الأسرى وقت الإضراب، وسحب العديد من الأجهزة الكهربائية من الغرف، وحرمانهم من شراء بعض الأغراض من الكنتينا.

الأسير المحرر قبل أيام، منجد الشريف، من بلدة بيت أمر في مدينة الخليل، بعد أن أمضى 27شهراً في سجون الاحتلال تحدث لمراسل مكتب إعلام الأسرى عن الأجواء مع اقتراب شهر رمضان.

يقول منجد الشريف"الأسرى يبدأون في الاستعداد لقدوم هذا الضيف المميز قبل حلوله بعدة أسابيع، يحاولون خلق واقع جديد يكون قريب من الأجواء خارج السجون، وخاصة على الصعيد الإيماني و الروحاني، من قيام الليل، والتهجد، وقراءة القرآن، وعلى الصعيد الاجتماعي من تبادل الوجبات والحلويات والزيارات، إضافة إلى استخدام ما لديهم من أدوات بسيطة في تزين الغرف بما تيسر من أقمشة وورق ملون وغيرها.

يضيف المحرر الشريف"هذه الأجواء المميزة لا يعكر صفوها سوى إجراءات الاحتلال وممارسته القمعية بحق الأسرى، ولكن رغم كل التضييق الذي يمارسه الاحتلال وخاصة عمليات التفتيش والاقتحام التي تستمر ساعات، وتضيع الوقت على الأسرى عوضا عن الاستفادة منه، إلا أن الأسرى يتعالون على جراحهم ويعيشون أجواء رمضان بكل تفاصيلها الجميلة، ويتكيفون مع كل الظروف بصبر وإرادة حديدية.

مكتب إعلام الأسرى يطالب كافة المنظمات القانونية والإنسانية وفي مقدمتها الصليب الأحمر الدولي الضغط على الاحتلال لمراعاة خصوصية هذا الشهر، واحترام الشعائر الدينية للأسرى، ووقف كل أشكال التنكيد عليهم، وتوفير الاحتياجات الأساسية التي يحتاجونها في هذا الشهر خاصة.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020