عائلة أبو رأفت العيساوي : أفرادٌ اختطفتهم سجون الاحتلال وأصبحوا صوراً معلقةً على جدران المنزل
عائلة أبو رأفت العيساوي
إعلام الأسرى 

تتجدد مواجع الأسرى ومعاناتهم يومياً، وقصص آلامهم لا يستوعبها غير من ذاقها، ومن يفتقد من عائلته أسيراً في سجون الاحتلال، ففي القدس المحتلة، وتحديداً في بلدة العيساوية المحاصرة، تعيش عائلة أبو رأفت العيساوي منذ أكثر من ثلاثين عاماً على أعتاب السجون، فأبناء العائلة توزعوا على السجون على فترات مختلفة، ولم يجتمعوا تحت سقفٍ واحد إلا فترةً قصيرة.

عائلة أبو رأفت العيساوي دفعت فاتورة باهظة من الاعتقال، وذبلت أعمار أبنائها داخل السجون، وخاض أحد أبنائها، وهو الأسير سامر العيساوي، أطول إضرابٍ في تاريخ الحركة الأسيرة، والذي وصل إلى قرابة الـ245 يوماً، احتجاجاً على اعتقاله، وبعد الإفراج عنه أعيد اعتقاله عام 2014 في منتصف حزيران، وتمت إعادة الحكم السابق له".

والد الأسرى، طارق العيساوي، أبو رأفت، يقول لمكتب إعلام الأسرى"منزلي بعد ما كان مليئاً بالحياة والأولاد، أفرغه الاحتلال باعتقال كل الأبناء واستشهاد ابني فادي قبل سنوات في اشتباك مع قوات الاحتلال، فعائلتي توزعت في السجون والمقابر، فشادي معتقل أيضاً بعد ملاحقته بالضرائب انتقاماً من العائلة المناضلة، ومدحت في الأسر، ورأفت في الأسر أيضاً، وابنتي المحامية شيرين أدخلت السجن عدة مرات وهي ملاحقة أيضاً، ولم يبق من الأولاد إلا صورهم معلقة على الجدران، فجدران المنزل هي التي تجمعنا بهم من خلال صورهم".

يضيف أبو رأفت"حياتي مع زوجتي المريضة أصبحت بلا معنى، بعد أن أفرغ الاحتلال حياتنا بالكامل، فالهدوء في المنزل يشبه صمت القبور، ولا نستطيع التنقل باستمرار نحو السجون والانتظار على أعتابها ".

أم الأسرى، ليلى العيساوي، أم رأفت، تقول لمكتب إعلام الأسرى"أنا لم أعد أستطيع مقارعة السجون وأبوابها، ولم أعد أستطيع تحمل اعتقال الأبناء فترة طويلة، وأصبحت أشعر بالخوف الشديد من هواجس تنتابني حول مصير أولادي الأسرى، وهل أستطيع أن أراهم مرة ثانية، وأجتمع بهم داخل المنزل كما كان في السابق، فالمرض داهمني وهرمنا ونحن ننتظر".

تضيف أم رأفت"أصبح هاجس الموت يسيطر عليً، ومع ذلك نصبر ونحتسب فالاحتلال كعادته لا يرحم ويمارس الإرهاب بحقنا، فمشاعري ومشاعر زوجي لم تعد تستقر في جهة فتارة تتوجه نحو ابني الشهيد فادي الذي تم تصفيته بدم بارد، وتارة إلى الأبناء الأسرى في مدافن الحياء، وأخرى تتعلق بمداهمات مخابرات الاحتلال للمنزل، وملاحقة ابنتي المحررة شيرين العيساوي التي تحررت في شهر تشرين أول العام الماضي بعد قضاء 45 شهراً في الاعتقال، مع سنوات اعتقال سابقة".

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020