الأسير فواز قنديل .. سنة مرت منذ حرم الاحتلال عائلته فرصة حفظ ملامح وجهه
الأسير فواز قنديل
إعلام الأسرى 

لا تحتاج عائلة الأسير فواز سعيد جوهر قنديل (41عاماً) من سكان حي الشجاعية، في غزة، إلى وقفةٍ اسناديةٍ له تزامناً مع انطلاق فعاليات تجديد العهد والوفاء للأسرى، بقدر ما يحتاجون إلى حلٍ جذري لقضية تغييبهم عنه وتغييبه عنهم، منذ عامين وشهرين، وحرمانهم في الآونة الأخيرة ولمدة عام من حقهم في زيارته، والإبقاء عليه موقوفاً دون النطق بحكم نهائي بحقه بعد.

منذ قرابة السنة لم يتح لعائلة الأسير قنديل أن تلمح وجهه، وتطمئن عليه بعد أن حرمت من حق الزيارة، زوجته أم محمد قنديل أكدت على أن العائلة لم تزره في سجنه بسبب الرفض الأمني الذي يأتيهم من معبر إيرز.

اليوم في قسم ما داخل سجن إيشل، ربما تسنى للأسير فواز قنديل أن يشاهد جزءاً من مسيراتٍ لتعب الشعب التي انطلقت لتجدد عهود الوفاء مع الأسرى وقضاياهم، لكنه كان يفضل لو رأى زوجته وأبنائه الثمانية بدلاً من ذلك.

بالنسبة للأسير قنديل لا تقدم المسيرات المنددة بالاعتقالات اليومية والأحكام التعسفية تزامناً مع يوم الأسير شيئاً، إن لم تكن انتفاضة موحدة ترتقي لأمجاد الأسرى ونضالاتهم داخل السجون ووقوفهم ضد عقوبات مصلحة السجون وقمع وحداتٍ مدربة تصل أخبارها متأخرة لأهالي الأأسرى.

لو كان بإمكان الأسير فواز قنديل أن يحظى بزيارة واحدة من عائلته في يومٍ تعرض فيه قسمه للقمع، كان سيفعل تماماً كما فعل الأسير عزمي سهل نفاع(23عاماً)من مدينة جنين حين زاره والده ولم يرد له أن يقلق عليه فلم يخبره بتفاصيل القمع الذي تعرض له الأسرى في سجنه، وترك لوالده أن يعرف بها متأخراً.

كان الأسير فواز قنديل ليتحدث مع أطفاله عن أمور أهم بكثير بالنسبة له من الاقتحامات والقمع، سيتحدث معهم حول صفوفهم المدرسية وحول تحصيلهم العلمي وجامعاتهم، كان سيضحك لابنه يحيى صاحب السبعة أعوام حين يلاحظ كيف كبر في الآونة الأخيرة، وكيف تغيرت ملامحه وأصبح رجلاً.

كان سيسأل ابنته وفاء(16عاماً)عن ترتيبها في صفها الدراسي، كان سيستفسر من ابنه البكر محمد عن وضع العائلة ويطلب من شقيقه الأصغر منه أمجد أن يسانده وأمه في حِمل العائلة ومسؤوليتهم أمامها.

إيناس(12عاماً) مالك(11عاماً) بلال(9أعوام) كانوا أيضاً سيحصلون على فرصة للحديث مع والدهم حول أمورهم الحياتية وتعب والدتهم أثناء غيابه وانتظارهم له بشغف حتى يعود للبيت من جديد.

فُقد صوت الأسير فواز قنديل من أروقة حي الشجاعية الذي تعرض لحروبٍ كثيرة، تماماً بعد عبوره إيرز بتاريخ 11/2/2016، واليوم يتواجد في سجن إيشل بانتظار إصدر حكم نهائي بحقه.

بتاريخ 29/4/208 القادم، تنتظر عائلة الأسير فواز قنديل نهاية صبرٍ فاق طاقة تحملههم وتحمله، فسيتم عرضه على المحاكمة للنظر في قضيته مجدداً، بعد مرور عامين وبضع أشهر على توقيفه.

تقول زوجة أم محمد"بادئ الأمر كانوا أخبرونا بحكم تعسفي بحقه وحين تم الاستئناف ضد حكمه، أصبح من المتوقع أن يصدر بحقه حكم قد يصل ل12عاماً".

تضيف أم محمد"من بين كل الأشياء التي نفتقدتها منذ غاب فواز، فقده هو بروحه وجسده"، غياب الأسير فواز قنديل عن أسرته كل هذه المدة، جعل أسمى غايتهم أن يعود هو، لا أن يصبح مجرد ذكرياتٍ وانتظارٍ وصبرٍ مؤلم.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020