رثاء الأسير المهندس علاء الأعرج لوالده مشهدٌ نُقش في قلوب المعزين
الأسير المهندس علاء الأعرج
إعلام الأسرى 

لم تكن كلمات الأسير المهندس علاء سميح الأعرج، من عنبتا، عبر الهاتف من داخل أسره، للمعزيين بوالده أثناء عملية الدفن في مقبرة البلدة، عابرة أو حديثاً يتكرر .

الأسير علاء الأعرج منعه الأسر من المشاركة في جنازة والده، وقد تبقى على موعد حريته أربعة أشهر فقط، لكنه أبى إلا أن يرثي والده رغم المسافة، فأقر باجتهاده في تربية عائلتهم على الدين والتقوى والعلم، وأكد على أن والده استثمر ماله في أولاده ذكوراً وإناثاً ولم يفرق بينهم في التعليم.

كانت علامات التأثر بادية على وجه كل من حضر الجنازة، فالاحتلال ضاعف من الألم، في الوقت الذي استمر فيه الأسير الأعرج في رثاء والده.

المحرر وجيه عبد الرحيم شارك في جنازة والد الأسير الأعرج وقال"كلمات الأسير الأعرج كان لها الوقع الكبير في نفوس المشاركين في جنازة والده، فهو يتحدث من مدافن الأحياء إلى من جاء ليدفن والده في مقبرة الموتى، فهنا في المقبرة دفن لميت وفي السجن دفن لحي صابر محتسب على هذه المصيبة".

يضيف عبد الرحيم"بعد انتهاء عملية الدفن كان الجميع في حالة صدمة وذهول، فقوة وعزيمة الأسير الأعرج كانت تفوق التصور، فقد كان على التصاق مباشر مع والده الذي رباه على حب فلسطين والتضحية من أجلها".

المحرر أبو البراء من طولكرم، قال لمكتب إعلام الأسرى"كانت مبادرة جعلت الجميع يدرك قوة وعزيمة الأسرى، فهم يخوضون حرباً ضروس داخل الأسر، ومع ذلك لديهم القدرة على المبادرة في كل المناسبات الاجتماعية وأهمها رحيل الأب أو الأم".

يضيف أبو البراء"لديهم القدرة على أن يكونوا أداة في تصبير الأهل على فقد المصاب مع أن المنطق يقول أنهم هم الذين يحتاجون إلى المواساة والتصبير والدعم النفسي والمعنوي، وهذا يعود إلى أن الأسرى لهم رسالة سامية يسعون إلى تحقيقها، ويتألمون لفقدان الآباء والأمهات والأحباب، إلا أن رسالتهم مستمرة دون انكسار أو خنوع".

يرى والد زوجة المهندس الأسير علاء الأعرج، جلال قزمار، بأن ما ذكره الأسير الأعرج في جنازة والده رسالة تستحق أن تكون محط فخر واعتزاز، لما لها من أثر طيب، فالموت صعب، إلا أن الأسير علاء الأعرج كان له دور في تحويل هذه المناسبة الحزينة إلى دعوة للصبر والثبات، وعدم الانكسار أمام الأعداء.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020