عارف عودة: أبٌ مسن يخشى أن يدركه الموت قبل حرية نجله محمد
الأسرى
إعلام الأسرى 

لا أقدرَ على وصف ألم الانتظار من أبٍ يخشى أن يدركه ملك الموت قبل أن يرى طيف نجله، قبل أن يسمع ضجيج صوته حراً في الحياة، وقبل أن تكون الصورة الحية هي الحاضرة، لا شبابيك الزيارة السمكية، وسماعة الهاتف المشوش عليها.

عارف عودة (68عاماً) من سكان قرية عرانة، قضاء مدينة جنين، لا يمر عليه يومٌ بعد وفاة زوجته إلا ويتذكر كيف كان بيته يمتلئ بالضحك، ويتمنى أن يعانق نجله محمد، ويختطفه من بين أسنان المؤبد.

يقول الحاج عارف في حديثٍ خاص لمكتب إعلام الأسرى"زوجتي توفيت عام 2013، وكانت تتمنى أن تحضن ابنها، وقد علم ابني بوفاتها بعد شهر، بسبب سياسة العزل وحرماننا من حق الزيارة آنذاك".

يضيف عودة"لقد عايشت عذابها النفسي وهي تتمنى رؤيته حراً طليقاً، وجاء دوري وأنا في هذا السن المتقدم، وأخشى أن يكون مصيري كمصير زوجتي، وأن لا أتمكن من عناقه بدون حواجز وإجراءات أمنية".

مكلوماً قال الحاج عودة"نحن نشاهد أولادنا ولكن لا نستطيع الوصول إليهم، وكأنهم في صالات عرض يحظر الاقتراب منهم، هذا الظلم لا يوجد إلا في هذه الدولة العنصرية، فأسرانا في مدافن الأحياء يعذبون ونحن نشاركهم العذاب، ويفارق الآباء والأمهات هذه الدنيا، وفي قلوبهم حسرة وغصة على أولادهم".

الأسير عودة اعتقل بتاريخ 29/5/2009، وذلك بعد مطاردة استمرت قرابة ثلاثة أشهر، وقد وجهت له نيابة الاحتلال تهمة المساهمة في قتل جندي احتلالي، اليوم يستعيض والده بصوره عنه، يحتضنها ويقبلها، فمخابرات الاحتلال أوصت بتنقله الدائم بين السجون، كي لا يذوق طعم الاستقرار الجزئي.

الحاج عارف عودة ختم قائلاً"الفرح غائب عن كل أفراد العائلة، ورغم زواج الأبناء والبنات، إلا أن الفرح لم يجد له مكاناً في حياتنا، أمنيتي أن يمد الله في عمري حتى تتحقق أمنيتي قبل مفارقتي هذه الحياة وأرى محمد حراً".

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020