دلال أبو الهوى .. محررة ومبعدة مقدسية يسلبها السجن والسجان أخاً وابناً
دلال أبو الهوى
إعلام الأسرى 

لا تزال المحررة دلال سعيد أبو الهوى (40عاماً) من سكان مدينة القدس، تعد الأيام التي ستعود فيها إلى بيتها المقدسي، بعد أن أفرج الاحتلال عنها بشرط الإبعاد عن مدينتها القدس، مدة ثلاث سنوات.

المحررة دلال أبو الهوى نالت حريتها قبل ستة أشهر وهي تنتظر سنتين ونصف أيضاً؛ لتتمكن من العودة لبيتها في القدس، وهي التي تعيش مدة إبعادها في مدن الضفة.

أبو الهوى ليست من المحررات اللواتي انتهت مأساتهن حين فتحت قضبان السجن، لهن وأفرج عنهن، فهي تركت خلفها قصتين، سردتهما لمكتب إعلام الأسرى، بكثيرٍ من ألمٍ وأملٍ بقرب الفرج.

الشقيق أيمن حميدة

الأسير أيمن سعيد حميدة (41عاماً) هو أحد هذه القصص التي تركتها دلال أبو الهوى خلفها في سجون الاحتلال، فأيمن هو شقيق المحررة دلال أبو الهوى، وهو أحد الأسرى الذين يعانون ملفاً صحياً مهملاً في سجون الاحتلال.

لا تزال المحررة دلال أبو الهوى تتذكر وقع كلمات المناشدة التي بعثها الأسير حميدة عليها منذ سنوات، مشيراً فيها إلى أنه يعتبر نفسه في مقبرة، ويتمنى لو وضع في العزل حتى لا يرى أحداً، والتي أكد فيها أيضاً بأنه يعاني آلاماً كالجحيم.

تروي دلال أبو الهوى قصة شقيقها مع سجون الاحتلال وقصة أمراضه التي تنهك بجسده منذ الاعتقال، تقول"أيمن إنسانٌ حنون، يساعد الحميع، معطاء، لا تغفل عينه عن محتاج، وقد اضطر حين كنا صغاراً أن يترك دراسته، حين توفي والدي، ويساعد العائلة، أتذكر أنه عمل كبائع خضارٍ في سيارةٍ تتجول في القرى".

الأسير أيمن حميدة اعتقل سابقاً في سنٍ غض، وتتذكر شقيقته دلال أبو الهوى، بأن عمره كان 16 عاماً آنذاك، كما وتتذكر بأنه وقبل اعتقالها بتاريخ 28/8/2016، كان شقيقها قد تعرض لجلطة وكان وضعه الصحي سيئاً جداً، كما وتم إجراء عملية قلب له سابقاً.

20 حبة دواء

اليوم، تؤكد أبو الهوى بأن شقيقها ملزم بتناول ما يقارب العشرين حبة دواء يومياً، لأمراضه المزمنة والمؤلمة التي تسكن جسده منذ الاعتقال.

الأسير أيمن حميدة يقضي حكماً بالسجن مدة 11 عاماً، منذ العام 2009، وقد اعتقله الاحتلال بتاريخ 19/10/2009، واتهمه بالمشاركة في اشتباكٍ مسلح ومقاومة الاحتلال.

الأسير أيمن حميدة عانى كذلك خلال سنوات اعتقاله من آلام ثقيلة، وخضع خلال سنوات اعتقاله لعملية في معدته، وتؤكد دلال أبو الهوى بأن شقيقها يحتاج إلى التفاف حول وضعه الصحي، مشيرةً إلى أنه وقبل فترة وجيزة تعرض للعزل الانفرادي، في سجني نفحة والنقب، مدة 14 يوماً، قبل أن يستقر في نفحة.

العام الذي قضته دلال أبو الهوى في سجون الاحتلال، حرمها حقها في زيارة شقيقها، واليوم لا تزال تعاني من المنع الأمني ولا تستطيع رؤيته بتاتاً.

الابن عمر أبو الهوى

الأسير أيمن حميدة ليس قصة شقيقته دلال الوحيدة، فلدلال ابنٌ يتواجد في سجون الاحتلال، ومعتقل منذ تاريخ 1/6/2016، من حي الزيتون، على يد وحدة مستعربين، نصبت له كميناً قرب مستوطنة في القدس.

هو الأسير عمر أبو الهوى(18عاماً)كان يتعرض في عمر ال16 عاماً إلى محاكم غيابية، وحين بلغ السن القانوني، أقدم الاحتلال على اعتقاله، كما تشير والدته.

عمر أبو الهوى يعاني علاوةً على حكمه، من ملف حرمانه من حق الزيارة، حيث تستطيع شقيقته صاحبة ال13 عاماً أن تزوره، في حين يعاني والده من صعوبة الحصول على تصريح لرؤيته في كل مرة.

دلال أبو الهوى تؤكد بأن الاحتلال حين اعتقل نجلها حاكمه لقضايا سابقة كما ادعى، وأصدر بحقه حكم ستة أشهر، ولقاء حكمه الأخير أصدر بحقه حكماً يقضي بالسجن مدة عامين.

تتألم المحررة أبو الهوى حين تتذكر أن لديها شاباً يقبع في سجون الاحتلال، في حين يعاني خمسة آخرون من أبنائها من التشتت نتيجة إبعادها عن القدس.

تحتفظ أبو الهوى بذكرى رؤيتها اليتيمة لابنها عمر منذ اعتقالها واعتقاله، فقد تصادف وجود محاكمة لديهما في ذات اليوم، وسمح لهما القدر أن يلتقيا، تقول دلال أبو الهوى" بتاريخ 30/10/2016، تم إدخالي إلى أحد غرف الانتظار أسفل الأرض في المحكمة، وكنا ننتظر نحن الأسرى والأسيرات أن يتم مناداتنا لحضور الجلسة، وكنت أؤمن بأني سألتقي بعمر".

تضيف"تمكنت أخيراً من رؤيته واندفعت نحوه، حاولت احتضانه لكن قيودي وقيوده منعتني ومنعته هذا الحق، فقبلته، عندها اندفع السجانون نحوه وضربوه على رأسه، وأتذكر في ذلك الوقت ان أصابعنا فقط تلامست، وكانت تلك المرة الأخيرة التي أراه".

في بيتٍ بعيدٍ عن القدس، تجلس دلال لتعد الأيام ويفرج عنها وعن شقيقها وعن ابنها، كي تعود لمنزلها وتتجول في حارات البلدة القديمة، وتنضم لعائلتها وأبنائها الذين حرمهم الاعتقال والإبعاد منها، وتحصل على حقها في العيش هادئة البال، مطمئنة.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020