نجاح أبناء الأسرى في امتحانات الثانوية العامة محطة فرح في بحر أحزان الأسر وعذاباتها
الأسرى
إعلام الأسرى

خبر نجاح أبناء الأسرى في امتحانات الثانوية العامة ، ليس خبراً عابراً ، بل له أثره المعنوي على من يقبع خلف القضبان وعلى العائلة التي تكابد عذاب الأسر على مدار الأيام والسنوات .

أعظم هديه

إخلاص صويص زوجة الأسير المهندس عباس السيد المحكوم بالسجن 35 مؤبداً و50 عاماً من مدينة طولكرم تقول لمكتب إعلام الأسرى : " نجاح ابني عبدالله في الثانوية العامة أعظم هدية يتلقاها زوجي الأسير المحكوم بعرف المحاكم العسكرية 3550 عاما ، وسيكون هذا الخبر السار الذي يعيش عليه حتى يتحرر من الأسر ان شاء الله، فهو حصاد طال انتظاره ، فابني عبدالله عند اعتقال والده كان عمره قرابة العامين ، والآن يحصد النجاح ووالده في الأسر ".

وتضيف :" الاحتلال يظن أن الأسر سيحبط العائلة وسيجعل منها عائلة محطمة ، إلا أن الاحتلال فشل في مثل هذه الفرضية الوهمية ، فعائلات الأسرى حققت انجازات في كل مناسبة سواء في الدراسة الثانوية أو التخرج من الجامعات أو الزواج والإنجاب ، فحياتهم رغم عذاب الأسر مليئة الإنجازات ".

صناعة النجاح

رئيس لجنة أسرى القدس أمجد أبو عصب قال في لقاء معه عن محطة نجاح أبناء الأسرى :" محطات النجاح لأبناء الأسرى المقدسيين والتي زادت عن الـ 10 من أبناء وأشقاء للأسرى تشير إلى قوة هذه العائلات في تحمل عذاب الأسر وصناعة النجاح من بين الركام ".

و أضاف أبو عصب لمكتب إعلام الأسرى : " أذكر هنا مثال الطالبة إيمان أبو صبيح التي حصلت على معدل 84 بالرغم من استشهاد والدها واعتقالها وهدم منزلها واعتقال أشقائها ، فهذا النجاح رغماً عن هذه الجراح يشير إلى أن أبناء الأسرى والشهداء يواصلون مشوار والدهم ، بدون تردد أو فشل ".

وأوضح أبو عصب أن من بين الناجحين من أبناء الأسرى أكثر من خمس طلاب ، وهذا يؤكد أن النجاح مميز وليس عادياً .

ولفت أبو عصب :" نحن نتحدث عن أبناء أسرى صدر بحقهم أحكام عالية أمثال تالا البرغوثي وهي كريمة الأسير عبدالله البرغوثي، صاحب أعلى حكم في العالم .
وأشار أبو عصب : " النجاح لأبناء الأسرى هي رسالة منهم على تمسكهم بسلاح العلم ، ورسالة الأمل للمستقبل ".

أما الطالب المقدسي المتفوق منتصر مجد بربر من حي رأس العامود في القدس وهو ابن الأسير مجد المحكوم 20 عاماً قال في حديث خاص :" كنت عندما اتعب من الدراسة أنظر إلى صورة والدي الأسير المعلقة في غرفتي بحجم كبير أعود للدراسة والجد والاجتهاد وحصلت على معدل 91% بفعل الإرادة التي استمدتها من والدي الأسير القابع في سجن جلبوع ".

أجواء السجن

وعن الانفعالات التي تكون داخل الأسر في صفوف الأسرى عند ظهور النتائج يقول المحرر الأديب وليد الهودلي لمكتب إعلام الأسرى :" هذا المشهد يتكرر سنوياً في كافة السجون وتكون أداة التواصل الاذاعات المحلية التي يتم التقاط بثها بوسائل بدائية ، وتكون المشاعر في انفعال لا يوصف وبعد ظهور النتائج ونجاح أبناء الأسرى تعلو الصيحات والأناشيد ويتم تهنئة أباء الأسرى بنجاح أولادهم، وتحاول مصلحة السجون التشويش على هذه الفرحة إلا أن قوة المناسبة لا يمكن أن يؤثر عليها أي تشويش قادم من ضباط مصلحة السجون ، وفي هذا الجو ينسى الأسرى عذابات الأسر ويعيشون فرحة النجاح ".

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020