1266 حالة اعتقال لأطفال قاصرين خلال العام 2021
إعلام الأسرى

صعد الاحتلال الإسرائيلي بشكل واضح خلال العام 2021 من استهداف الأطفال الفلسطينيين بالاعتقال والتنكيل، حيث رصد مركز فلسطين لدراسات الأسرى (1266) حالة اعتقال لقاصرين وهي تشكل ارتفاع بنسبة 100% عن العام 2020 والذي شهد حوالي 600 حالة اعتقال.  

وقال مركز فلسطين إن الاحتلال ضاعف من اللجوء الى استخدام أساليب التعذيب والتنكيل بحق القاصرين خلال العام الماضي سواء في لحظة الاعتقال أو في مراكز التوقيف والتحقيق، التي يمارس الاحتلال بداخلها كل وسائل التعذيب المحرمة دولياً بحق الأطفال، حيث رصد العديد من الإصابات بالرصاص ونهش الكلاب المتوحشة .

الباحث "رياض الأشقر" مدير المركز قال إن الاحتلال يتعمد تصعيد اللجوء لاعتقال القاصرين بهدف ردعهم عن المشاركة في المواجهات مع الاحتلال أو التفكير في تنفيذ أعمال مقاومة، ومحاولة لخلق جيل ضعيف وخائف، ولتدمير مستقبل الأطفال، لذلك جعل من اعتقالهم خياراً أولياً وأعطى الضوء الأخضر لجنوده لاستهدافهم بالقتل والاعتقال.

 وأشار الأشقر الى أن من بين المعتقلين القاصرين مرضى وذوي احتياجات خاصة، منهم الفتى عبد الرحمن البشيتي، 15 عاماً من القدس القديمة وهو مريض بالسكري، إضافة للعشرات من طلاب الثانوية العامة اعتقلوا خلال تقديم الامتحانات النهائية او قبلها لمنعهم من تقديم الامتحانات وتدمير مستقبلهم.

ولم يتوانى الاحتلال عن اعتقال أطفال جرحى بعد إطلاق النار عليهم وإصابتهم بجروح مختلفة بعضها خطرة، ونقلهم في ظروف صعبة، بل وصل الأمر للتحقيق معهم في المستشفيات، وابتزازهم بتقديم اعترافات مقابل العلاج والرعاية الطبية، كذلك اعتقل الاحتلال اطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.

ومن بين المعتقلين الجرحى الطفل أحمد فلنة (16 عامًا) من بلدة صفا في رام الله هو طالب في الصف الأول ثانوي،  اعتقل بعد أن أطلق عليه جنود الاحتلال النار، فأصابوه بخمس رصاصات في جسده، ونقل الى مستشفى "هداسا" وخضع لعدة عمليات جراحية، دون إطلاع عائلته في حينه وهو مقيد في السرير وخضع لتحقيق خلال وجوده في المستشفى وبعد 4 أيام على إصابته أعيد الى سجن مجدو دون أدنى اعتبار لوضعه الصحي الصّعب، حيث تفاقم وضعه الصحي فيما بعد. 

وكشف الأشقر أن من بين الأطفال المعتقلين (142) طفل لم تتجاوز أعمارهم الثانية عشر منهم "معتصم احمد صبري" و " أيسر موسى" و " مجد رمضان كافية" من بيت جزا شمال القدس المحتلة لا تتجاوز أعمارهم 9 سنوات، والطفل جهاد كايد الرجبي ويبلغ من العمر 10 أعوام من بلدة سلوان، بمدينة القدس، والطفل ياسر شقير 10 سنوات، من بلدة الزاوية قضاء سلفيت.

وأضاف أن جميع الأطفال المعتقلين تعرضوا للتعذيب والتنكيل منذ اللحظة الأولى للاعتقال باقتيادهم من منازلهم في ساعات متأخرة من الليل، أو اختطافهم من الشوارع وعلى الحواجز، ويتعرضون لأشكال من التنكيل والإهانة بما فيها الضرب المبرح، وتوجيه الشتائم والألفاظ البذيئة بحقهم، وتهديدهم وترهيبهم، واستخدام الكلاب البوليسية المتوحشة.

وبين أن محاكم الاحتلال أصدرت 6 أوامر إدارية بحق الأطفال خلال عام 2021، وما زال (4) منهم قيد الاعتقال وهم: محمد منصور، أمل نخلة، براء محمد، و أحمد البائض، كذلك أصدرت 320 قرار حبس منزلي بحق قاصرين بينهم الطفل المقدسي عبد الله عبيد (16 عامًا)، خضع للحبس المنزلي 3 شهور، ثم اعتقل فعلياً ثلاثة أشهر وبعد الإفراج عنه أعيد للحبس المنزلي مرة أخرى.

وقد واصلت محاكم الاحتلال خلال العام 2021 استنزاف أهالي الأسرى الاطفال، بفرض الغرامات المالية بحق ابنائهم اضافة الى أحكام بالسجن الفعلي، حيث أصبحت الغرامات تشكل عبئا ماليا كبيرا على الأهالي وعقاباً تعسفياً تمارسه محاكم الاحتلال بحقهم، بهدف إرهاق كاهلهم، حيث أصدرت محكمة عوفر غرامات مالية بقيمة (400) ألف شيكل، بما يوازى (130 ألف دولار) .

ويقبع حالياً في سجون الاحتلال (170) طفلاً موزعين على أقسام الأشبال في سجون مجدو وعوفر والدامون، في ظروفٍ معيشية قاسية، يحرمون فيها من كل مقومات الحياة البسيطة ومن حقّهم في التعليم، إضافة إلى وجود عدد في مراكز التوقيف لا زالوا يخضعون للتحقيق.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020