المهندس علاء الأعرج.. أمعاء خاوية لكسر الظلم
إعلام الأسرى

رغم أن عمره تجاوز خمس سنوات إلا أن محمد لم يعش مع والده أكثر من عام وبضعة أشهر؛ فالاعتقالات المتتالية له كانت بالمرصاد لتحرمهما الجو العائلي والعاطفة الأبوية.

ويعتبر الأسير المهندس علاء سميح الأعرج من بلدة عنبتا شرق طولكرم؛ واحداً من كثير من الأسرى الذين يستهدفهم الاحتلال بالاعتقال الإداري عاما بعد عام، وذلك لتغييب وجودهم على الساحة الفلسطينية والانتقام منهم والإجراء الذي يسميه الاحتلال احترازيا.

رفضا للإداري

الأعرج قاسى ما قاساه من الاعتقال الإداري؛ فهو اعتقل خمس مرات في سجون الاحتلال كانت آخرها في الثلاثين من حزيران/ يونيو الماضي بعد اقتحام وحدات صهيونية خاصة لمنزله.

وتقول زوجته أسماء قزمار لـ مكتب إعلام الأسرى إن قوة خاصة صهيونية اقتحمت منزلهم في حي المعاجين بمدينة نابلس؛ واعتقلته ونقلته إلى جهة مجهولة.

وبعد أيام قليلة من اعتقاله تم إصدار أمر الإداري دون تهمة ولا محاكمة لمدة ستة أشهر قابلة للتجديد، ومنذ ذلك الحين بدأ يفكر في خوض معركته لكسر هذا النوع المهين من الاعتقال.

وتوضح زوجته أن علاء اعتقل عدة مرات أمضى في إحداها عامين ونصف؛ ثم بدأ سيف الاعتقال الإداري يسلط عليه بشكل مستمر، حيث كان أنهى مؤخرا عاما ونصف من الاعتقال الإداري ليعاد اعتقاله بعد أقل من عام على تحرره وتحويله للإداري من جديد.

ولأن هذا الظلم غير محتمل قرر علاء وضع حد له؛ فهو يريد العودة بأسرع وقت إلى طفله وبيته وعائلته ولكن القيود تحول دون ذلك؛ فما وجد أقصر طريقا من هذه المعركة التي ستكلفه الكثير من صحته ولكنها ستنصره على أعدائه.

حياة منقوصة

تزوج علاء من أسماء قزمار قبل سبع سنوات؛ ولكنه لم يمض معها ومع طفله من هذه الأعوام إلا القليل، فالاعتقالات الصهيونية أخذت من حريته الكثير وأبقت عائلته في وضع الانتظار دائما.

وتبين زوجته بأنه تخرج بعد تسع سنوات من دراسة الهندسة المدنية بسبب كثرة الاعتقالات بحقه؛ ولكن رغم ذلك كان الأول على التخصص وأصر على إكمال تعليمه بالحصول على شهادة الدراسات العليا بتخصص المياه والبيئة، ولكن الاعتقالات حالت أيضا دون تخرجه منها حتى الآن.

ويقبع المهندس العنيد المصر على حريته في زنازين الجلمة التي توصف بالقبر على لسان من جربها من الأسرى، يحاول الاحتلال ثنيه عن الإضراب بكل الوسائل ولكن دون فائدة.

وتشير زوجته إلى أنه يعاني من وضع صحي صعب في ظل تعنت الاحتلال عن الاستجابة لمطلبه بتحديد سقف لاعتقاله الإداري، كما لا يتمكن من الوقوف أبدا ويعاني من دوار شديد.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020