اعتقالات في الضفة المحتلة لعرقلة الانتخابات.. ما تأثيرها؟
إعلام الأسرى

تواصل قوات الاحتلال حملة اعتقالاتها بحق نشطاء وكوادر ومحرري ونواب حركة حماس في الضفة الغربية المحتلة، حيث تأتي هذه الحملة بعد إعلان المرسوم الرئاسي الخاص بإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في أيار وتموز القادمين.

ومنذ شهر يناير/ كانون الثاني الماضي تم اعتقال عدد من النواب والقيادات المنتمين للحركة وكذلك استدعاء العشرات من أنصارها وتهديدهم بشكل واضح بعدم الترشح للانتخابات وإلا فستكون السجون مصيرهم.

التخوف الواضح لدى الاحتلال من فوز حركة حماس في الانتخابات كما حدث في الانتخابات الأخيرة عام ٢٠٠٦ يعكس خشيته كذلك من تعاظم قوتها في الضفة التي تعرضت فيها الحركة لحرب استئصال واضحة من قبل الاحتلال والأجهزة الأمنية الفلسطينية معا منذ ذلك الحين، ما يؤكد أن الاحتلال لديه مخطط متكامل لتكثيف الاعتقالات والتهديدات بحق أبنائها.

تلاعب

النائب عن حركة حماس الشيخ نايف الرجوب رأى أن هذه الحملة تهدف للتلاعب في العملية الانتخابية.

وقال لمراسل مكتب إعلام الأسرى إن قوات كبيرة من جنود الاحتلال اقتحمت منزله في دورا جنوب الخليل صباح الثلاثاء وقاموا بتهديده بعدم الترشح للانتخابات حتى لو كان ذلك ضمن قائمة عائلية.

وأوضح بأن الاحتلال أبلغه بأن المسموح هو فقط الانتخاب وليس الترشح أو المشاركة بأي شكل.

وأكد النائب أن الاحتلال لا يحتاج لأي مبررات أو أسباب لتنفيذ الاعتقالات والتهديدات؛ ولكن هدفه في هذه الحملة هو التلاعب في العملية الانتخابية سواء عن طريق الترشح أو الدعاية أو إجراء أي اتصالات حول ذلك.

وأشار إلى أن الهدف هو التأثير على حزب دون آخر في الانتخابات القادمة؛ لافتا إلى أنه إلى جانب الاعتقالات قام الاحتلال باستدعاء العشرات من أبناء وكوادر وأنصار حركة حماس للتحذير من خدمتهم لفصيل مغين أو العمل في الدعاية الانتخابية الخاصة به.

وأضاف:" كل ذلك هو محاولة للتدخل في عملية الانتخابات والنتائج لصالح فصيل دون فصيل؛ وهذا احتلال يخدم مصالحه ويعمل للتضييق على الشارع الفلسطيني من كل الزوايا سواء سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا ولم ولن يتوقف عن جرائمه حتى بدون انتخابات".

عودة حماس

بدوره يعتبر الباحث في شؤون الأسرى ثامر سباعنة أن ما يقوم به الاحتلال يعني أنه لن يسمح بعودة بناء حركة حماس في الضفة الغربية وعودة نشاطها.

ويقول في حديث لـ مكتب إعلام الأسرى إن الاحتلال يعتبر بأن الانتخابات الفلسطينية ستكون فرصة لحركة حماس لإعادة ترتيب صفوفها وتنشيط كوادرها وضم مؤيدين جدد لها.

وأوضح بأنه مهما كانت نتائج الانتخابات؛ سيكون لها الأثر الإيجابي على البنية التنظيمية لحماس، لافتا إلى أن الاحتلال يدرك ذلك لذلك سيسعى بكل وسائله لوقف أو الحد من نشاط حركة حماس.

وأشار إلى أن الاعتقال والتغييب للناشطين والمؤثرين والعاملين هي أكثر الوسائل المستخدمة من قبل الاحتلال بحق كوادر وأنصار الحركة في محاولة ثنيهم عن الترشح للانتخابات بأي صفة، وهو ما بدأ فعلا على أرض الواقع منذ إصدار مرسوم الانتخابات.

وأعرب سباعنة عن توقعه بأن تكون هناك حملة اعتقالات أوسع في الضفة المحتلة لكوادر وقيادات الحركة في مختلف أرجاء الضفة.

وأضاف:" أظن أنه لا خيار لحماس سوى الاستمرار والمضي في طريقها والخروج بأقل الخسائر، مع أن عودة النشاط وتفعيل الحركة بالضفة سيكون أكبر مغنم لها رغم ما سيتعرض له شبابها من اعتقالات".

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020