الأسرى يتجرعون ألم الأسر والحرمان من حياة طبيعية
الأسرى
إعلام الأسرى

لا يتسبب الاعتقال بالألم والمعاناة وفقدان حريته للأسير وعائلته فقط، بل يحرمه من أبسط حقوقه كأي شخص يحلم بأن يكون لديه عائلة وأولاد، فالاحتلال حرم الكثير من الأسرى من حقهم الطبيعي والإنساني في إنجاب الأطفال وحين تنظر إلى عائلات الأسرى القدامى تلمح في عينهم مخاوف على أبنائهم الذين مكثوا عقوداً خلف قضبان الأسر وألم الحسرة قد رسمت على ملامحهم ورغبتهم في أن يكون لأبنائهم أطفال.

لغة الدموع هي سيدة الموقف عندما تتحدث مع أهالي الأسرى القدامى عن أبناءهم، كيف لا تكون وهم يعيشون في حالة من الخوف والقلق الدائم على مصير أبنائهم وحزنهم على حرمانهم من أبسط حقوقهم من الذرية ولقاء الأهل.

في منزل أقدم أسير في محافظة قلقيلية وبعد قرابة الشهر على دخوله العام ال 33 في الأسر يقول وائل داود شقيق الأسير محمد داود أبو غازي:" عندما أنظر إلى أبناء جيله وأبناء حارته الذين تزوجوا وأصبح لديهم أبناء وأحفاد، يعتصر قلبي ألما وحزنا وكمدا، فالاحتلال حرم شقيقي الأسير ووالديه الذين فارقا الحياة ولطالما يحلمان أن يكون له ولد وعائلة، وتوفيت والدتي في يوم الزيارة، وكان خبر وفاتها صاعقا له ولنا.

ويتساءل داود وأفراد عائلته "أليس من حق شقيقي الأسير أن يكون له ولد وعائلة، فبعد فقدان الوالدين، هل سيفقد حقه الطبيعي في الزواج وتكوين عائلة وأولاد، فعمره قارب عل الستين عاما.

ويضيف لقد دخل شقيقي العقد الرابع وهو معتقل، ونحن ننتظر في كل عام فرجاً قريبا له ولزملائه الأسرى، فهناك كريم يونس ونائل البرغوثي ووليد دقه وغيرهم من قدامى الأسرى الذين لم يتزوجوا ومازالوا في الأسر يتجرعون ألم الأسر والحرمان من حياة طبيعية ".

أما في منزل عائلة الأسير نائل البرغوثي تقول حنان برغوثي أم عناد شقيقة أقدم أسير فلسطيني أمضى 40 عاما:" في إحدى الزيارات عندما دخل أولاد الأسرى إلى مكان أباءهم في مكان الزيارة، واحتضان أخي لهم كأنهم أولاده، فرت الدمعة من عيني ولم أستطع أن أخفيها أمام شقيقي نائل، الذي بادرني بالحديث قائلا:" جميع أولاد الشعب الفلسطيني هم أولادي".

وتضيف" يخالطني قلقا يسكن قلبي، هل سيكون مصير ابني الأسير كمصير نائل فقد والديه دون أن يلتقي بهما خارج الأسر، ولم يكن له ولد ".

الحاجة صبحية يونس والدة الأسير كريم يونس من الداخل الفلسطيني والذي دخل ابنها عامه الاعتقالي ال 37 تقول بمرارة وقلب ينفجر كالبركان وقد تقدم بها السن:" ابني الأسير كريم يهون عليّ في كل زيارة ألم الفراق والحرمان، ويحاول أن يدخل الطمأنينة في قلبي، وأنا بالمقابل أقول له بإذن الله ستخرج من هذا السجن رغماً عنهم ويكون لك ولد وعائلة، فالأمل بل لا ينقطع ".

وتضيف:" منذ 37 عاما وأنا لا انقطع عن زيارته وأقف على بوابات السجون، فهذا أقل الواجب، وأتمنى أن يكون سعيداً خارج الحرية وينعم بما ينعم به الناس ".

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020