عن ظهر قلب تحفظ أمهات الأسرى أرقام أبنائهم الاعتقالية
الأسرى
إعلام الأسرى

لا يتسبب اعتقال الأسرى في معاناة أمهات الأسرى على الشوق والغياب والحرمان فقط، بل يجبرهن على تذكر كل تفاصيل حياته الاعتقالية، وحفظ رقمه الاعتقالي فهو ليس بمجرد رقم في حياة أم الأسير.

كان حديث والدة الأسير كريم يونس من الداخل الفلسطيني والذي دخل عامه الـ 38 في الأسر، بسرد رقمه الاعتقالي عن ظهر قلب وكأنه انشودة تعودت على ترانيمها عشرات السنوات، فسردت الرقم الاعتقالي لنجلها الأسير كريم 61444.

هذا ليس مجرد رقم في حياة أم الأسير كريم فمن خلاله قضى ابنه الأسير 38 عاماُ داخل الأسر وكانت ترعب بتزويجه، إلا أن الأسر كان له بالمرصاد وحرمها من هذه الفرحة.

الوالدة المسنة رسم الأسر على وجهها تجاعيد القهر وآلام الحرمان، ومازالت تطرق أبواب السجن لزيارة نجلها كريم الذي دخل في العقد السادس من العمر.

الحاجة أم معزوز يونس(72عاماً) من قرية سنيريا جنوب قلقيلية والدة الأسير عثمان يونس المحكوم أربع مؤبدات ومعتقل منذ تاريخ 2682003م، تعد أيام سجن ابنها عداً كما تقول ابنتها منال يونس وشقيقة الأسير عثمان وتضيف:" لا أحد يشعر بنا كعائلات أسرى، فأيام الأسرى وأرقامهم الاعتقالية وصورهم التي توثق كل عام التغيرات التي تظهر على ملامحهم، وماذا يحبون من المأكولات والمشروبات والمحرومين منها فكل هذه التفاصيل لها قيمتها في حياتنا".

وعندما سردت والدة الأسير كريم يونس رقم ابنها الاعتقالي بدون تلعثم او نسيان يدلل على مدى أهمية هذا الرقم في حياتها الذي يحمل اسم ابنها كريم داخل السجون ويتنقل معه في كل سجن وفي كل يوم ".

اما أم باسم والدة الأسير رائد الحوتري من قلقيلية والمحكوم 23 مؤبدا ومعتقل منذ عام 2003م تقول:" لا أستطيع زيارته بسبب المرض ووالده توفي ولم يستطع زيارته في السنوات الأخيرة من حياته".

لم يعد بمقدور أم باسم رؤية ابنه الأسير فهي أصبحت تعتمد على الذاكرة وصورة النادرة من داخل الأسر تقول أم باسم" هرمنا ولم نستطع ان نزور بسبب كبر السن والمرض، ولا حفظ رقمه الاعتقالي، ولكن أولاده وزوجته يحفظونه كأنه جزء من حياتهم ".

ورغم ذلك لا تزال تتذكر أم باسم كل ما مره به نجلها رائد ولحظات اعتقاله " اتذكر كل شيء عن رائد وبداية اعتقاله قبل الاعتقال الأخير" .

من جانبه علق الكاتب المحرر وليد الهودلي قائلا:" الأرقام الاعتقالية لكل أسير، هي بمثابة رقم البطاقة الشخصية للإنسان العادم فمن خلاله تكون الكانتينا والعلاج والزيارة، لذا فعائلة الأسير تحفظ رقم ابنها الاعتقالي كأنه رقم جلوس وجواز سفر".

لقد اختزل الاحتلال الأسماء بأرقام اعتقالية مهينة، فعوضاً عن الأسماء تكون الأرقام ومن خلالها يتم التعرف على اسم الأسير وكل تفاصيل حياته .

يضيف الهودلي"هذا الرقم يعطى للأسير في بداية اعتقاله، واليوم تمت إضافة الصورة، وضابط العدد الذي يقوم بعد الأسرى يومياً يحمل جهاز الأيباد ويعد الأسرى على الرقم والصورة والاسم".

ويصف الكاتب عملية التدقيق بالقاسية والمؤلمة يخضع لها الأسير يومياُ وعدة مرات، وكأنه سيهرب من سجنه المحصن.

ويضيف:" عندما شهدت والدة الأسير كريم يونس الذي يعتبر من عمداء الحركة الأسيرة، ودخل عامه ال 38 في الأسر، علمت مدى عجزنا كشعب فلسطيني في ترك أسراه بدون تحرير طوال هذه المدة، وكذلك مدى المعاناة التي تعانيها عائلات الأسرى وخصوصا القدامى منهم ".

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020